كنائس الناصرة تصلي لراحة نفس البابا فرنسيس

في لحظة صلاة مؤثرة تجسّدت فيها وحدة الإيمان وروح الشهادة المسيحية، اجتمعت كنائس الناصرة يوم الإثنين 28 نيسان 2025 في بازيليك البشارة، حيث ترأس سيادة المطران رفيق نهرا، النائب البطريركي للاتين في الجليل، قداسًا إلهيًا من أجل راحة نفس قداسة البابا فرنسيس.

شارك في القداس الأب فويتشيك بولوز، حارس دير الناصرة، والأب إبراهيم الصبّاغ، كاهن رعية الناصرة، إلى جانب جمع غفير من الإكليروس من مختلف الكنائس الكاثوليكية، إضافة إلى وفود من الكنائس الأرثوذكسية والإنجيلية، وحضور واسع من الرهبانيات وجموع المؤمنين.

كيف عكست رحلات البابا فرنسيس وخياراته الأساسيّة منطق حبريّته؟

روما - تجلّت الروح التبشيريّة للبابا الراحل فرنسيس من خلال رحلاته الكثيرة، إذ أجرى 47 رحلة رسوليّة خارج إيطاليا، وزار 61 دولة، أي ما يعادل ستّ دول سنويًّا.

وكسَرَ فرنسيس بذلك الرقم القياسيّ لمعدّل الرحلات الرسوليّة السنويّة الذي حقَّقه «البابا المُتَنَقِّل» القدّيس يوحنّا بولس الثاني، وقد وصل هذا الأخير في خلال حبريّته إلى خمس رحلات في السنة. وتُبَيِّن أماكن زيارات فرنسيس تفضيله دول الجنوب والبلدان التي عانت صراعات، مثل العراق وجمهوريّة أفريقيا الوسطى وجنوب السودان.

الكاردينال راينا: قطيع يبكي راعيه... والكنيسة تواصل حلم الله

"علينا أن نبحث عن راعٍ له نظرة يسوع، الذي تجلّت فيه إنسانية الله في عالم يحمل سمات القسوة واللا إنسانية. وأن نبحث عن راعٍ يؤكد لنا أننا مدعوون للسير معًا، جامعين بين الخدمات والمواهب: فنحن شعب الله، الذي أُقيم لكي يعلن الإنجيل" هذا ما قاله الكاردينال بالدو راينا في القداس الإلهي الذي ترأسه في اليوم الثالث من تساعية القداسات لراحة نفس البابا فرنسيس

بازيليك القديسة مريم الكبرى رمز للبابوية. مقابلة مع المؤرخ الأمريكي دونالد برودلو

إن قرار البابا فرنسيس القاضي بأن تكون بازيليك القديسة مريم الكبرى في روما مثواه الأخير ربما فاجأ كثيرين لكنه لم يكن قراراً فريداً من نوعه، وليس الأول في تاريخ الكنيسة كما قال المؤرخ والأستاذ الجامعي الأمريكي دونالد برولدو في مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني، حاول أن يسلط من خلالها الضوء على هذا الصرح الديني الهام وعلى رمزيته بالنسبة للبابوية، مع العلم أنه يوجد أحبار أعظمون آخرون دُفنوا في هذه البازيليك الرومانية.

العظات في بيت القديسة مرتا: بدايات تعليم البابا فرنسيس

إنها قصة القداسات التي احتُفل بها على مدى سبع سنوات في كابلة بيت القديسة مرتا، والتي ساهمت منذ اللحظة الأولى في الكشف عن الملامح الروحية والراعوية للبابا، وقوة لغته المبتكرة، التي ستطبع لاحقاً مجمل تعليمه.

أقوياء الأرض والمقصون، الجميع مع فرنسيس في عناق أخوّة

باولو روفيني - في يوم تحية البابا فرنسيس عاش أشخاص كثيرون، في تنوعهم، خبرة وحدة في الحلم المشترك بعالم أفضل.

الجميع. كان هناك بالفعل الجميع في ساحة القديس بطرس التي امتلأت بالناس حتى أنه لم يتمكن أحد بعد من دخولها، وكذلك في شارع Conciliazione والطرق المحيطة به وعلى طول خط السير حتى بازيليك القديسة مريم الكبرى. لقد كان هناك الجميع، الجميع، الجميع حسبما كرر البابا فرنسيس مرات عديدة منذ اليوم العالمي للشباب حتى تحيته الأخيرة يوم قيامة الرب: "فصح مجيد للجميع".

الأخلاقيات في تفاصيل حياتنا

ريتا ميلاد طاشمان - في حياتنا اليومية، تظهر الأخلاقيات في أبسط المواقف وأصغر التفاصيل، بعيدًا عن الشعارات الكبرى والخطابات الرنانة.

فالأخلاق ليست كلمات، بل مواقف حقيقية يعيشها الإنسان، حين يختار أن يكون أمينًا مع نفسه ومع الآخرين، حتى عندما يكون الكذب أسهل والطريق الملتوي أكثر إغراءً.

الصدق لا يعني فقط أن نقول الحقيقة، بل أن نعيشها. أن نحترم عقول الآخرين فلا نخدعهم، وأن نحترم أنفسنا فلا نلوث ضمائرنا بالزيف.

وداع قلّ نظيره يليق بفرنسيس

الاب رفعت بدر - وهكذا بوداع قل نظيره ودّع العالم قداسة البابا فرنسيس الذي عاش على هذه الأرض 89 عاماً، وأمضى منها 12عاماً رأساً للكنيسة الكاثوليكية ورئيساً لدولة حاضرة الفاتيكان، والكرسي الرسولي، وصديقاً لكل من طرق بابه أو زاره بزيارات متبادلة.

البابا فرنسيس... رئيس أساقفة بوينس آيرس المتواضع

روما - عام 1992، نقل البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني فجأةً الأب خورخي ماريو بيرغوليو، أي البابا فرنسيس لاحقًا، من قرطبة الإسبانيّة ليُصبح أسقفًا مساعدًا في بوينس آيرس، بناءً على طلب الكاردينال أنطونيو كواراسينو الذي كان يشغل آنذاك منصب رئيس أساقفة المدينة الأرجنتينيّة.

وفي عام 1997، عيّن يوحنّا بولس الثاني بيرغوليو مساعدًا لرئيس أساقفة بوينس آيرس. وعند وفاة كواراسينو في فبراير/شباط 1998، أصبح بيرغوليو رئيس أساقفة المدينة. ومن ثمّ مَنَحه البابا يوحنّا بولس الثاني لقب كاردينال عام 2001.