تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الطفلة مجد برنارد من غزة تلمس قلب البابا وتقول له: إننا نتوق إلى السلام

البابا

لينا بطرس نصري مرقص - يكفي أن تلقي نظرة واحدة لتدرك مشاعرها وصدق محبتها ليسوع والبابا. إنّها عائلة مسيحية بكل معنى الكلمة: عائلة أنهكتها الحرب في غزة وامتحنتها القسوة، لكنها لا تزال قادرة على الشكر والرجاء.

الأم، البالغة من العمر ثلاثين عامًا، أُصيبت خلال الحرب وخضعت لعمليتَين في ساقها. تقول، بينما ما تزال تتكئ على عكّازها: «كنتُ خائفة أن أفقدها. لكن بفضل العلاج الذي تلقّيته هنا في إيطاليا، أصبحت أفضل حالاً». أما الأب، فرجل طيب قليل الكلام، يحمل في نظراته عمق الروح وثقل الألم الذي يرافق من فقد أحبّاء. وإلى جانبهما تقف ابنتهما الصغرى، مجد برنارد، ذات الأعوام الأربعة، بعينيها اللامعتين وبساطة طفلة لا تريد سوى أن تعيش بسلام.

خلال المقابلة العامة مع البابا لاون الرابع عشر، يوم الأربعاء 19 تشرين الثاني 2025، تدخّلت العناية الإلهية بلمسة غير متوقعة ومؤثّرة؛ إذ تمكّنت الصغيرة مجد من الاقتراب من البابا ومصافحته، وحصلت منه على توقيع على العلم المخصّص ليوم الأطفال العالمي الثاني الذي سينعقد في روما العام المقبل.

بقيت مجد قرب الأب الأقدس في المكان المخصّص، بتلك الطمأنينة العفويّة التي يمتلكها الأطفال وحدهم، فيما كان والداها، وقد غلبتهما المشاعر، يتمنّيان لو يُتاح لهما شكره شخصيًا. وعندما جاء دورها، تقدّمت مجد نحو البابا ببراءة الأطفال، وقالت له أنها تحبّه وتحمله في قلبها، وإنها تصلّي من أجل السلام. كانت لحظات لامست قلوب الجميع، يصعب وصفها بالكلمات.

وبعد المقابلة وعبور الباب المقدّس، كانت الأم تردّد بعينين مغرورقتين بالدموع: «يشبه يوم زفافي… بل ربما أجمل».

وأرادت العائلة أن تشارك أيضًا هذه الكلمات التي تختصر ما عاشته في قلبها:

«نرغب في أن نشارككم عمق المشاعر التي اختبرناها خلال زيارتنا للبابا لاون وللفاتيكان. كان الأمر أشبه بحلم يتحقّق؛ عشنا لحظات مملوءة بالروحانية والسكينة والسلام الداخلي. كان يومًا من أجمل أيام حياتنا، نعمة ستبقى محفورة في قلوبنا إلى الأبد. حتى مجد كانت في غاية السعادة؛ بالنسبة إليها كانت تجربة رائعة ولا تُنسى.

وعندما تحدّثت مجد إلى البابا، قالت له بحماس إننا نتوق إلى السلام وإننا نحبّه بكل قلوبنا. كما طلبت منه أن توقيع علم اليوم العالمي للأطفال، وهي لفتة بسيطة لكنها عميقة المعنى، سنحفظها دائمًا بامتنان عميق».

لا مكان للمرارة في كلماتهم، بل للشكر وحده: شكر لله، ولمن رافقهم، وللحياة التي يأملون أن تزهر أخيرًا بالسلام.

إنها عائلة تُنبت الرجاء حتى من قلب المعاناة.

المصدر: موقع أبونا.