
روما - من عمق الروحانيّات المسيحيّة وصمت الأديار الخاشعة في القرون الوسطى وصولًا إلى القرن العشرين، ظهرت جراحات المسيح المصلوب في أجساد قدّيسين سرّانيّين اتّحدوا بفدائه للعالم.
شكّلت علامات الصلب في أجسادهم شهادة حيّة على مشاركتهم في آلام يسوع. في الآتي، خمسة قدّيسين أُعطوا هذه النعمة الاستثنائيّة.
فرنسيس الأسّيزي (1182-1226)
أوّل من حمل جراحات المسيح في تاريخ الكنيسة الكاثوليكيّة، وقد يكون أشهر من اختبروا هذه الظاهرة. في العام 1224، وبينما كان يصلّي في جبل لافيرنا الإيطالي، رأى المسيح في شكل ملاك سيرافيميّ، ونبعت بعدها من داخل جسده علامات صلب ابن الله.
كاترينا السيانيّة (1347-1380)
اختلفت خبرة السيانيّة عن خبرة الأسيزي؛ فوفقًا لمن سرد قصّة حياتها، حملت كاترينا آلام المسيح بشكل خفيّ. لكنّ شهادتها الصامتة فتحت لها أبواب دار الأبرار السماويّة وصارت في الكنيسة ملفانة للبيعة.
ريتا من كاشيا (1381-1457)
في دير مدينة كاشيا الإيطاليّة، وفي خلال دعاء عميق أمام المصلوب، وُسِمَت ريتا بشوكةٍ على جبهتها كما لو أنّ إحدى شوكات تاج المسيح غُرِزت في رأسها. وبقيت العلامة طوال حياتها دلالة على اتّحادها العميق بآلام المسيح.
فيرونيكا جولياني (1660-1727)
في دير بمدينة تشيتا دي كاستيلو، وفي خلال خبرة سرّانيّة فريدة، تلقّت فيرونيكا جولياني علامات صلب المسيح في يدَيها ورجلَيها وجنبها. فنزفت جراحاتها وبقيت ظاهرة. وعُرِفتَ جولياني أيضًا برؤاها الكثيرة للمسيح وحياة الصلاة والتقشّف.
بيو من بييترلشينا (1887-1968)
في القرن العشرين، اشتهر الراهب الكبوشي بادري بيو في العالم بحمله جراحات المسيح في جسده. فقد نال هذه النعمة عام 1918 حتّى يوم وفاته بعد 50 سنة. وعقب انتقاله إلى دار السعادة الأبديّة اختفت من جثمانه علامات الصلب بشكل سرّي.
من خلال الجراحات، جعل الربّ هذه الشخصيّات دلالة على أنّ إعتاقه البشريّة من الخطيئة بخشبة صليبه قد حلّ فعلًا. ومن حياتهم، نستعيد قول المسيح القائم من الموت لتوما الرسول: «هَاتِ إصبعكَ إلى هنا فانظر يدَيَّ، وهاتِ يدكَ فضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل كُنْ مؤمنًا» (يوحنّا 20: 27).
المصدر: الياس الترك / آسي مينا