تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البابا لاوون: من دون محبّة المسيح تصبح الحياة خطأً بلا وجهة

البابا

روما - أكّد البابا لاوون الرابع عشر أنّ المسيح نقطة الوصول في مسيرتنا الأرضيّة، ومن دون محبته تصبح رحلة الحياة بلا هدف وخطأً مأساويًّا بلا وجهة.

قدّم الأب الأقدس صباح اليوم تعليمًا بعنوان «القائم من بين الأموات: النبع الحي للرجاء الإنساني» في ساحة القديس بطرس الفاتيكانية ضمن المقابلة العامة الأسبوعية. وشرح أنّ في الجزء الأخير من تعاليمه ليوبيل 2025، «سنَدَع سر المسيح، البالغ ذروته في القيامة، يُطلق نوره الخلاصي ليلتقي الواقع الإنساني والتاريخي الراهن، بما يحمله من أسئلة وتحدّيات».

الرغبة في السعادة وصعوبة بلوغها

فسّر الحبر الأعظم أنّ حياتنا تتوزع على عدد لا يُحصى من الأحداث المليئة بالتجارب المختلفة؛ فنجد أنفسنا نعيش تناقض الرغبة في السعادة، وصعوبة بلوغ سعادة دائمة وخالية من الظلال.

وتابع أنّنا لم نُخلق للنقص بل للامتلاء، لنفرح بالحياة وبـ«الحياة بوفرة»، وفق قول يسوع في إنجيل يوحنا (راجع 10: 10). وزاد أنّ هذا التوق العميق في قلب الإنسان لا يجد إجابته في المناصب والسلطة والتملّك، بل في الوعي بأنّ هذا الانتظار لن يُخَيَّب ولن يضيع سدى.

وأشار البابا إلى أنّ ذلك لا يعني التفكير بطريقة تفاؤلية؛ فالتفاؤل كثيرًا ما يخذلنا وتنهار معه توقعاتنا، بينما الرجاء يعد ويوفي.

نبع حيّ لا يجفّ

قال لاوون للحاضرين إنّ يسوع القائم هو النبع الراوي عطشنا، العطش اللامتناهي إلى الامتلاء الذي يسكبه الروح القدس في قلوبنا؛ فقيامة المسيح ليست مجرد حدث في التاريخ البشري، بل الحدث الذي غيّر التاريخ من الداخل.

وخلصَ إلى أنّه كلما تذوقنا سر الله ازددنا انجذابًا إليه. وتابع أنّ يسوع قادر على منحنا الراحة في مسيرة الأرض، وضمان السكينة الكاملة في الأبدية؛ فهو لا يُلقي علينا إجابة عن تساؤلاتنا الأعمق «من فوق» بل يصبح رفيقًا لنا في رحلتنا التي كثيرًا ما تكون شاقة ومؤلمة وغامضة. وفي نهاية كلمته، قال لاوون إنّ من قيامة المسيح يتفجّر الرجاء الذي يجعلنا نتذوّق طعم راحة عميقة وفرِحة، رغم صعوبات الحياة، وسلامًا لا يمنحه سواه… سلامًا لا نهاية له.

المصدر: آسي مينا / الياس الترك