
الطيبة - نبض الحياة - أقيم يوم أمس في كنيسة المسيح الفادي للاتين في بلدة الطيبة قداس إلهي عن راحة نفس قداسة البابا فرنسيس، بدعوة مشتركة من كنيسة المسيح الفادي للاتين وكنيسة القديس جاورجيوس للروم الملكيين الكاثوليك.
شارك في القداس المطران بيير أنطوان بوزو، مطران أبرشية ليموج في فرنسا، يرافقه الأب جاك-نوبل عابد كاهن رعية القديس جاورجيوس، والأب بشار فواضله كاهن رعية المسيح الفادي، إلى جانب وفد من ممثلي مؤسسات كاثوليكية خيرية فرنسية وعدد من أهالي البلدة.
وفي عظته، استذكر الأب بشار فواضله اللقاءات التي جمعته بالبابا فرنسيس، بدءًا من لقائه الأول به عام 2014 عندما كان شماسًا إنجيليًا خلال زيارة قداسته التاريخية إلى فلسطين، حيث خدم معه في قداس كنيسة المهد. وقال الأب فواضله: "لقد تأثر البابا بعمق خلال زيارته لفلسطين، وكان لاختيار بيت لحم كمحطة أولى دون المرور بمطار تل أبيب رمزية بالغة في وجداننا كفلسطينيين وككنيسة محلية".![]()
كما تحدث عن اللقاءات المتكررة التي جمعته بالبابا في الفاتيكان في إطار عمله مع شبيبة موطن يسوع، مشيرًا إلى أن قداسته كان دائم الإصغاء والتفاعل بعفوية ومحبة، واصفًا إياه بأنه "شخصية استثنائية استطاعت أن توحّد العالم برسائلها الإنسانية العميقة".
وسلط الأب فواضله الضوء على مواقف البابا الداعمة لفلسطين، لا سيما غزة، مؤكدًا أن قداسته كان يتواصل شخصيًا مع أهل القطاع منذ بداية الحرب الأخيرة في تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى وفاته، مشددًا على أن "هذا البابا لم يكن مجرد قائد ديني، بل ضمير حي ينادي بالعدالة والسلام".
وأشار في كلمته إلى صور البابا وهو يصلي أمام جدار الفصل العنصري في بيت لحم، قائلاً: "لقد كان دائم الدعوة إلى هدم الجدران وبناء الجسور بين البشر، ودعم بقوة وحدة المسيحيين حول العالم، وخاصة من خلال مبادراته لتوحيد الأعياد".
واختتم الأب فواضله عظته بدعوة المؤمنين للصلاة من أجل الكنيسة الجامعة، ومن أجل أن يمنح الرب الكنيسة راعيًا جديدًا "على حسب قلبه"، قادرًا على قيادة سفينتها في عالم يموج بالصراعات والتحديات.
هذا وقد عبّر الحضور عن تأثرهم الكبير بهذه اللفتة الروحية والوطنية، التي جمعت بين الصلاة، والوفاء، والتأكيد على الدور الأنساني والروحي الذي أدّاه قداسة البابا فرنسيس في زمن بالغ الدقة والتعقيد.
وبعد القداس، اجتمع المشاركون في قاعة الرعية، حيث تبادلوا كلمات التعزية والتأمل في إرث البابا فرنسيس الروحي والإنساني، مؤكدين على وحدتهم في الحزن كما في الإيمان، ومواصلتهم لمسيرته في بناء السلام والرجاء.