تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

موسم الخليقة 2023: الانضمام إلى نهر العدل والسلام

تحت عنوان "ليتدفّق العدل والسّلام"
الخليقة

الطيبة- نبض الحياة: تتّحد العائلة المسيحيّة في الشرق الأوسط والعالم للإحتفال بـ"موسم الخليقة"، وهي محطة مسيحيّة مسكونيّة وبيئيّة نتّحد خلاله بالصّلاة والعمل معًا على حماية خليقة الله وبيتنا المشترك، بحيث يمتدّ بين 1 أيلول، يوم الصّلاة من أجل الخليقة، إلى 4 تشرين الأوّل، عيد القدّيس فرنسيس الأسّيزي، شفيع البيئة.

وكان البطريرك المسكوني ديميتريوس الأول فد أعلن في عام 1989 أنّ الأوّل من أيلول هو للكنيسة الأرثوذكسيّة يوم صلاة من أجل الخليقة. وفد اعتمدته الكنائس الأوروبيّة المسيحيّة في عام 2001، وأقرّه البابا فرنسيس للكنيسة الكاثوليكيّة في عام 2015.

وقد أطلق مجلس كنائس الشرق الأوسط هذا الموسم في المنطقة للمرّة الأولى عام 2021 عبر سلسلة أنشطة بيئيّة متنوّعة، وحملة توعية للحفاظ على الخليقة، إضافةً إلى تعريب دليل الإحتفال بالموسم المعتمد عالميًّا بلغات مختلفة، كي يتيح للمشرقيّين الإحتفال مع كلّ العالم بفعاليّات هذا الموسم.

في كل عام، تقترح اللجنة التوجيهيّة المسكونيّة لموسم الخليقة موضوعًا لموسم الخليقة.

يهتف النبي عاموس قائلاً: "ليجر العدل كالمياه، والصدق كنهر لا ينقطع" (عاموس 5: 24)، وذلا فنحن مدعّون للانضمام إلى نهر العدل والسلام، والاهتمام بالمناخ والعدالة البيئية، والتكلّم جهارًا مع المجتمعات الأكثر تضرّرًا من الظلم المناخي وفقدان التنوّع البيولوجي ومن أجلها.

ينبغي لصلواتنا ومواعظنا وليتورجياتنا أن تنادي بالعدل ليس فقط للبشر، بل لكلّ الخليقة. إنّ العدل، الذي يتحقّق توازيًا مع السلام، يدعونا إلى التوبة عن خطايانا تجاه البيئة وتغيير مواقفنا وأفعالنا. يتطلّب الحقّ منا العيش في سلام، لا في نزاع مع جيراننا من البشر، وبناء علاقات صحيحة مع كلّ الخليقة. إنّ السلام لا يعني فقط غياب الصراعات، ولكن وجود علاقات إيجابيّة وحيويّة مع الله، ومع أنفسنا، وجيراننا من البشر، وكلّ الخليقة.

إنّ مجتمعات السكان الأصليين التي تعترف بقدسيّة العناصر الطبيعية وتعيش بالتالي كتجسيد لطريقة حياة مترابطة، معلنة الشركة بين الناس وحياة الأرض، لديها الكثير لتقوله لبقيّة العالم.

نحن مدعووة للانضمام إلى نهر العدل والسلام، نيابة عن كلّ الخليقة، ولتلاقي هوياتنا القرديّة، لناحية الاسم أو العائلة أو المجتمع الديني، في هذه الحركة الكبرى من أجل العدالة، تمامًا مثل الروافد التي تجتمع لتشكّل نهرًا عظيمًا، بصفتنا شعب الله، يجب أن نعمل معًا من أجل كلّ الخليقة، كجزء من ذلك النهر العظيم، نهر السلام والعدل.