تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الطيبة تختتم مخيمها الصيفي المشترك تحت شعار "بالرجاء ننتصر": 200 طفل يجتمعون على الأمل والإبداع

*

الطيبة - نبض الحياة - في مشهد مليء بالفرح والأمل، اختُتم مساء السبت المخيم الصيفي المشترك بعنوان "بالرجاء ننتصر"، بمشاركة نحو 200 طفل من أبناء بلدة الطيبة. وقد نظم المخيم كنيسة المسيح الفادي للاتين، وكنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس، وكنيسة القديس جاورجيوس للروم الملكيين، بالتعاون مع مجموعة اتحاد شبان الطيبة ومرشداتها الوطنية، في مبادرة روحية وتربوية تهدف إلى تنمية الطفولة وغرس قيم الرجاء في نفوس الجيل الجديد.

استمر المخيم أسبوعًا حافلاً بالأنشطة التربوية والثقافية والروحية، وجمع الأطفال في مساحة آمنة وإبداعية من التعاون والفرح. واختتم بفعالية احتفالية، حضرها أهالي الأطفال واهالي البلدة، عبّرت عن وحدة المجتمع المحلي وحرصه على تنشئة أطفاله في مناخ من المحبة والكرامة.

وفي كلمته خلال الحفل، شدد الأب داوود خوري، راعي كنيسة الروم الأرثوذكس، على أهمية هذه المبادرات التربوية في احتضان الطفولة وتنمية الانتماء والقيم الإنسانية، موجّهًا الشكر لكل من ساهم في إنجاح المخيم، من متطوعين ومرشدين ومؤسسات.

أما الأب بشار فواضله، كاهن رعية المسيح الفادي للاتين، فقد استحضر في كلمته الظروف الصعبة التي تمر بها فلسطين، لا سيما المآسي التي يعيشها أهل غزة، مشددًا على أن شعار المخيم "بالرجاء ننتصر" ليس مجرد عبارة، بل موقف وجودي يعكس الإيمان بأن الرجاء هو ما يُبقي الإنسان واقفًا في وجه اليأس والظلم.

وتخللت الحفل فقرات فنية منوّعة أضفت أجواءً من البهجة والافتخار بقدرات الأطفال، حيث قدّمت فرق المخيم عروضًا غنائية تعبّر عن روح الجماعة والانتماء، تلتها فقرة موسيقية على آلة العود جسّدت جمال التراث وروعة الأداء الفردي. كما أبدع الأطفال في إلقاء شعري، قبل أن تطلّ القائدة جوسلين معروف بفقرة غنائية. واختُتمت الفقرات بعرض مشوّق قدّمه "السيرك الفلسطيني"، مزج فيه بين الفن والرسالة الإنسانية، وسط تفاعل لافت من الجمهور.

وفي الختام، وُزّعت الهدايا على جميع الأطفال المشاركين، تقديرًا لمشاركتهم النشطة وتجاوبهم الإيجابي، في تجربة جماعية منحتهم مساحة للتعبير، ورسّخت فيهم أن الأمل ليس أمنية، بل طريق يبدأ منذ الطفولة.

وتبرز أهمية هذه الأنشطة والمخيمات الصيفية في ظل الظروف الأمنية والاقتصادية المتدهورة التي يعيشها أبناء شعبنا، حيث تعاني العائلات الفلسطينية من صعوبات متزايدة في توفير بيئة آمنة ومناسبة لأطفالها. فالقيود المفروضة على الحركة بفعل الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية، والاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين، تجعل من التنقل نحو مراكز المدن للترفيه والتعليم أمرًا محفوفًا بالمخاطر.

وفي هذا السياق، تضطلع الكنيسة المحلية، إلى جانب المؤسسات المجتمعية، بدور محوري في احتضان الأطفال وتوفير بيئة آمنة وحاضنة لهم داخل البلدة، تتيح لهم النمو والتعبير عن أنفسهم بعيدًا عن الضغوطات والمخاطر المحيطة، وتنمّي مواهبهم وتمنحهم الفرصة للعب والمرح والتعبير عن أنفسهم في أجواء من الطمأنينة والفرح.

ويُعد هذا المخيم نموذجًا حيًا لرسالة الكنيسة التي لا تقتصر على الجانب الروحي فقط، بل تشمل التربية والتنشئة والوقوف إلى جانب العائلات في وجه التحديات اليومية.

 

للمزيد من الصور:

https://www.facebook.com/share/p/1AudAkqQgn/