تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

اللقاء الأوّل للمدارس الكاثوليكيّة في سوريا… رسالة تعليميّة موحَّدة تواجِه الأزمات

المدارس

دمشق في خطوة هي الأولى من نوعها، اجتمع ممثلو المدارس الكاثوليكية في سوريا برعاية بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي. نظّمت اللقاء جمعية «عمل الشرق»، في مقر البطريركية في حارة الزيتون-دمشق، وحضره القائم بالأعمال الفرنسي في سوريا جان باتيست فافر.

أوضح الأب فادي نجّار، مدير مدرسة العناية الخاصة في حلب وكاهن في كنيسة الملاك ميخائيل للروم الملكيين الكاثوليك، أنّ اللقاء يهدف إلى طرح تحديات المدارس الكاثوليكية، لا سيما في ظل التحولات الاجتماعية والسياسية الراهنة، وإيصال الصوت مباشرة إلى ممثلي الحكومة الفرنسية.

وأضاف: «شكّل اللقاء مساحة للاستماع والتفكير والتعارف، وخطوة أولى نحو تشكيل رابطة للمدارس الكاثوليكية السورية؛ فمن المهم أن يكون لنا صوت موحّد في حال طرأت تغييرات من شأنها الإضرار بالمناهج أو القيم. وينبع ذلك من رغبتنا في التعاون مع الدولة والإسهام في التطوير التربوي، لإيماننا بأنّ رسالتنا التربوية تُنشئ جيلًا راسخًا أخلاقيًّا وعلميًّا، قادرًا على المشاركة الفعّالة في مجتمعه».

وعن أبرز محاور اللقاء، شرح نجّار: «تناولنا قضية أمن المدارس والطلاب، إلى جانب الضائقة الاقتصادية التي يقاسيها المعلمون والأهالي، ما يتطلب دعمًا لوجستيًّا ومادّيًّا يضمن استمرارية العملية التعليمية وتطويرها. وتناول الحديث تعزيز البنية التحتية للمدارس من خلال تأمين تجهيزات أساسية كألواح الطاقة الشمسية وغيرها، وضرورة تنشئة أعضاء الهيئة التعليمية، ما يرفع جودة الأداء التربوي. ولم يُغفل اللقاء قضية استعادة المدارس المصادَرة في ستينيات القرن الماضي وإحياء الفرنكوفونية».

تجربة حلب… نموذج رائد

في مداخلته، استعرض نجّار المبادرة الرائدة التي أُطلقت في حلب، والمتمثِّلة بتشكيل رابطة محلّية تجمع المدارس الكاثوليكية التسع في المدينة، بإشراف مباشر من متروبوليت حلب وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج مصري. وتكتسب المبادرة أهمية مضاعفة، إذ تضمّ حلب وحدها نصف عدد المدارس الكاثوليكية في سوريا (9 من أصل 18، عدا عن روضات الأطفال).

وأوضح نجّار أنّ المبادرة انطلقت قبل ثلاثة أشهر وجاءت استجابة لنداء الكنيسة الكاثوليكية العالمية لأجل «العمل المشترك». وقد لاقت صدىً إيجابيًّا بين الحاضرين وسط مطالباتٍ بتعميم بتعميمها لتشمل جميع المدارس الكاثوليكية في البلاد.

يُذكر أنّ اللقاء حضره عدد من مديري المدارس والمعلمين، بالإضافة إلى النائب البطريركي العام لأبرشية دمشق الأرشمندريت أنطون مصلح ممثلًا العبسي، ومدير المشاريع في منظمة «عمل الشرق» في سوريا ولبنان، ورئيس الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان، والمسؤول عن صندوق دعم المدارس في الشرق في الحكومة الفرنسية. وستتواصل النقاشات في لقاء جديد يُتوقّع عقده مطلع الخريف المقبل.

المصدر: سهيل لاوند، آسي مينا.