تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البابا لاوُن الرابع عشر يصلّي من أجل الوقاية من الانتحار

البابا

في رسالة البابا لاون الرابع عشر لنيته للصلاة لشهر تشرين الثاني نوفمبر ٢٠٢٥ يدعو البابا لاون الرابع عشر، للصلاة من أجل جميع الذين يجاهدون ضدَّ أفكار الانتحار، لكي يجدوا في جماعتهم الدعم والعون والمحبة التي يحتاجون إليها، وينفتحوا على جمال الحياة.

صدرت عصر الثلاثاء ٤ تشرين الثاني نوفمبر ٢٠٢٥، رسالة الفيديو للبابا لاوُن الرابع عشر لنيته للصلاة لشهر تشرين الثاني نوفمبر التي يتم بثها شهرياً من خلال شبكة الصلاة العالمية للبابا والتي يدعو قداسة البابا فيها هذا الشهر للصلاة من أجل جميع الذين يجاهدون ضدَّ أفكار الانتحار، لكي يجدوا في جماعتهم الدعم والعون والمحبة التي يحتاجون إليها، وينفتحوا على جمال الحياة.

قال البابا لاوُن الرابع عشر أيها الرب يسوع، يا من تدعو المرهقين والمثقلين لكي يأتوا إليك ليجدوا الراحة في قلبك، نرفع إليك هذا الشهر الصلاة من أجل جميع الذين يعيشون في ظلمةٍ ويأس، ولاسيما الذين يجاهدون ضدَّ أفكار الانتحار، لكي يجدوا على الدوام جماعةً تقبلهم، تصغي إليهم وترافقهم. امنحنا جميعًا قلبًا متنبِّهًا وشفوقًا، قادرًا على تقديم العزاء والدعم، وبالاستعانة عند الحاجة بالمساعدة المهنية المناسبة. علّمنا أن نقترب من الآخرين باحترامٍ وحنان، فنُسهم في شفاء الجراح، وبناء الروابط، وفتح آفاقٍ جديدة. ساعدنا لكي نكتشف معًا أن الحياة عطية، وأن الجمال والمعنى لا يغيبان حتى وسط الألم والمعاناة. نحن ندرك تمامًا أن الذين يتبعونك أيضًا قد يكونون عرضةً للحزن واليأس. لهذا نسألك أن تُشعرنا دومًا بحبك، لكي نستطيع، من خلال قربك،أن نتعرّف ونُعلن للجميع المحبة اللامتناهية للآب الذي يأخذنا بيده لكي نجدد ثقتنا في الحياة التي تمنحنا إياها. آمين.

نُشر اليوم فيديو البابا لنيته للصلاة لشهر تشرين الثاني نوفمبر التي يرفع فيها الصلاة من أجل الأشخاص الذين يجاهدون ضدَّ أفكار الانتحار، لكي يجدوا في جماعتهم الدعم والعون والمحبة التي يحتاجون إليها، وينفتحوا على جمال الحياة. هذا الفيديو هو من إنتاج وتوزيع شبكة الصلاة العالمية للبابا، بدعمٍ من أبرشية فينكس في ولاية أريزونا الأمريكية، وبالتعاون مع إعلام الفاتيكان. قال البابا: "نرفع إليك هذا الشهر الصلاة من أجل جميع الذين يعيشون في ظلمةٍ ويأس، لكي يجدوا على الدوام جماعةً تقبلهم، تصغي إليهم وترافقهم، ويطلب الأب الأقدس من الكنيسة —أبرشيات ورعايا وجماعات رهبانية وجمعيات مؤمنين — أن تمنع أن تصبح معاناة الأشخاص اليائسين الذين يواجهون تجربة الانتحار أكثر قسوة بسبب العزلة. فالجميع، حتى المؤمنون، يمكنهم أن يكونوا عرضة للحزن الذي لا يبعث على الرجاء. لذلك، يعلمنا الرب أن نقترب بـاحترام وحنان، وبـقلب منفتح وشفوق، لنقدم العزاء والدعم، ونشجع على البحث عن المساعدة المهنية المناسبة.

الانتحار هو قضيةٌ ملحّة في عالمنا المعاصر: فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُقدَّر عدد الذين يُقدمون على إنهاء حياتهم سنويًّا بنحو ٧٢٠ ألف شخص، أي ما يقارب ألفي حالة يوميًا. وأكثر من نصف هذه الحالات (٥٦%) تحدث قبل سن الخمسين، بينما يُعدّ الانتحار السبب الثالث للوفاة بين الذين تتراوح أعمارهم بين ١٥ و٢٩ عامًا، وهو السبب الثاني بين الفتيات والشابات. ويعيش ٧٣% من الأشخاص الذين يُقدمون على الانتحار في بلدانٍ منخفضة أو متوسطة الدخل، لكن الدول الغنية ليست بمنأى عن الخطر: ففي الولايات المتحدة مثلاً، ارتفع معدّل الانتحار الحالي بأكثر من الثلث مقارنة بعام ٢٠٠٠.

يذكّر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية (الأعداد ٢٢٨٠-٢٢٨٣) بأن الانتحار يتعارض مع المحبة للذات وللقريب ولله؛ غير أنّ الاضطرابات النفسية الشديدة أو القلق أو الخوف من الألم أو العذاب، جميع هذه الأمور يمكنها أن تُخفّف من المسؤولية الشخصية. كما يدعو في الوقت عينه إلى عدم اليأس من خلاص من أنهى حياته، بل إلى تسليمه لرحمة الله والصلاة من أجله. تُبدي الممارسة الكنسية اليوم احترامًا كبيرًا للأشخاص الذين أقدموا على الانتحار، إذ ازدادت في السنوات الأخيرة عناية الكنيسة بالصحة النفسية، سواء في الصلاة أو في العمل الراعوي. ويؤكد ذلك المؤتمر الدولي الذي يُفتتح غدًا في روما، بتنظيم جمعية الكهنة الكاثوليك للعناية بالصحة النفسية (CMHM) وبرعاية الأكاديمية الحبرية للحياة. ويشارك في المؤتمر، الذي سيُعقد في ٥، ٦، ٧ تشرين الثاني نوفمبر في قاعة البابا بيوس العاشر، أشخاص من مختلف أنحاء العالم يعملون في رعوية الصحة النفسية، للبحث في كيفية مرافقة الكنيسة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو الألم العميق، وكيفية الوقاية من الانتحار من خلال الإصغاء والقرب والمرافقة. وستتولى شبكة الصلاة العالمية للبابا تنظيم لحظات الصلاة المشتركة، كما سيُعرض خلال المؤتمر فيديو البابا لشهر تشرين الثاني نوفمبر الذي يرافق الصلاة التي تلاها البابا لاوُن الرابع عشر.

صُوّرت مشاهد الفيديو في أبرشية فينكس بأريزونا، التي جعلت من الصحة النفسية إحدى أولوياتها الراعوية. فهي تمتلك مكتبًا خاصًا بخدمة الصحة النفسية، وتوفّر أماكن للإصغاء، وتنظم دورات تنشئة داخل الجماعة، وتُقيم شراكاتٍ مع منظمات ومراكز طبية محلية، وتحتفل سنويًّا بقداس لذكرى الذين ماتوا بالانتحار، وتصدر إرشاداتٍ حول كيفية مساعدة الأشخاص الذين يفكرون في إنهاء حياتهم، كما تعمل على مكافحة الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالأمراض النفسية. وفي هذا السياق وقال المطران جون دولان، أسقف فينكس: "إنّ نيّة الصلاة التي أعلنها الأب الأقدس هذا الشهر من أجل الذين يجاهدون ضدَّ أفكار الانتحار، لكي يجدوا في جماعتهم الدعم والمحبة، هي قريبة جدًا من قلبي. فقد اختبرت بنفسي ألم الفقد بسبب الانتحار؛ إذ فقدتُ أخي توم، وأختَيَّ تيريز وماري، وصهري جو، الذين أقدموا جميعهم على الانتحار. إنها جراح وأسرار لا يمكننا أن نفهمها، ومع ذلك يبقى لنا الرجاء! فنحن نثق بأبٍ محبٍّ يحتضن أعزاءنا، ونتّجه بعضنا نحو بعض، ونسير معًا كرفقاء درب. إن كنتَ تشعر بأنك محطم، أو تجاهد ضدَّ أفكار الانتحار، فاعلم أنك محبوب، وأن الكنيسة هنا من أجلك. وأنّك لستَ وحدك".

وفي تعليقه على فيديو البابا لنيته للصلاة لشهر تشرين الثاني نوفمبر قال الأب كريستوبال فونيس، المدير الدولي لشبكة الصلاة العالمية للبابا: إنّ موضوع الوقاية من الانتحار يسائل الكنيسة بعمق. فهذه ليست المرة الأولى التي تسلّط فيها الضوء نية الصلاة على هشاشة الصحة النفسية: ففي تشرين الثاني نوفمبر ٢٠٢١ دعا البابا فرنسيس للصلاة من أجل الذين يعانون من الاكتئاب، وفي نيسان أبريل ٢٠٢٠ من أجل الذين هم عبيد أشكال الإدمان المختلفة، وذكّر في هذا السياق بأن الجماعة المسيحية مدعوة للاهتمام أيضًا بالجراح الداخلية. واليوم يواصل البابا لاوُن الرابع عشر هذا المسار ويعززه، وقد حدّد لشهر تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٦ نية خاصة تتعلق برعوية الصحة النفسية، كعلامة على اهتمامه العميق بموضوع جوهري في مجتمع اليوم.

وفي صلاة تشرين الثاني نوفمبر، يشدد البابا على أننا جميعًا معرضون للضعف — حتى المكرّسين والرهبان — لأن قلب الإنسان، شأنه شأن قلب المسيح، لا يخلو من الجراح والألم. فلا أحد في مأمن من ظلام اليأس؛ ولهذا ينبغي على الجماعات المسيحية أن تصبح أماكن استقبالٍ عناية يشعر فيها الشخص الذي يتألّم بأنه في بيته. إنَّ الكنيسة لا تحلّ محلّ المختصين — من أطباءٍ نفسيين ومعالجين وغيرهم — لكنها قادرة على أداء دورٍ حاسمٍ في القرب والإصغاء ومنح الرجاء. ففي الرعايا والجماعات الأبرشية نتعلم أنماط حياة تبني الوقاية: أن نذهب للقاء الذين يتألمون، ونعزِّي الذين هم في الحزن، ونتعاون في العناية ببعضنا، ونتقاسم الرجاء الذي يحيينا. ولهذا تولي شبكة الصلاة العالمية للبابا اهتمامًا خاصًا بالصحة النفسية، وتُخصّص كل شهر عبر تطبيق Click To Pray يومًا خاصًا للصلاة من أجل هذه النية، دعمًا لجميع الذين يمرّون بلحظات هشاشة وضعف.

المصدر: الفاتيكان نيوز