تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البابا لاون: الهدنة في الشرق الأوسط هشّة والحلّ في العدالة للجميع

البابا

دعا البابا لاون إلى "تأمل عميق" بشأن معاملة المهاجرين في الولايات المتحدة.

وفي حديثه إلى الصحفيين في كاستل غاندولفو، على مشارف روما، قال إنّ "العديد من الأشخاص الذين عاشوا لسنوات وسنوات" في الولايات المتحدة، "دون أن يسبّبوا أي مشاكل"، قد "تأثروا بشدّة" بسياسة الحكومة المتعلقة بالترحيل الجماعي. وأضاف أن العديد من المهاجرين المحتجزين "تم فصلهم عن عائلاتهم لفترة طويلة من الزمن"، و"لا أحد يعرف ما الذي يحدث".

جاء ردّ البابا على سؤال من أحد الصحفيين حول حقيقة أنّ المهاجرين الكاثوليك المحتجزين في شيكاغو قد مُنعوا من الحصول على المناولة المقدّسة.

وفي جوابه، قال البابا لاون إنّ "دور الكنيسة هو إعلان الإنجيل"، مشيرًا إلى رواية الإنجيلي متّى عن الدينونة الأخيرة: "يسوع يقول بوضوح تام: في نهاية العالم سيُسأل كل واحد منّا: كيف استقبلتَ الغريب؟ هل قبلته ورحّبت به أم لا؟".

وتابع قداسته مشدّدًا على أهمية حماية "الحقوق الروحية" للمهاجرين المحتجزين.

قال: "إنني بالتأكيد أدعو السلطات إلى السماح للعاملين الرعويين بتلبية احتياجات" المهاجرين المحتجزين. "ففي كثير من الأحيان تمّ فصلهم عن عائلاتهم لفترة طويلة من الزمن، ولا أحد يعرف ما الذي يحدث… لكن ينبغي الاهتمام باحتياجاتهم الروحية أيضًا".

التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا

وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين، مستخدمًا مزيجًا من الإيطالية والإنجليزية، أعرب البابا لاون أيضًا عن قلقه إزاء تزايد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا.

فقد نشرت قوات المارينز الأميركية وحدات قرب المياه الفنزويلية في إطار ما وصفته الولايات المتحدة بعمليات لمكافحة المخدرات، وهي الخطوة التي وصفها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بأنها ذريعة لـ"فرض تغيير في النظام" من أجل الاستيلاء على النفط الفنزويلي.

وقال البابا لاون: "أعتقد أن العنف لا يجلب النصر أبدًا"، مشيرًا إلى أنه قرأ للتو تقارير عن سفن حربية تقترب من السواحل الفنزويلية. وأضاف: "المفتاح هو السعي إلى الحوار وإيجاد طرق عادلة لحل المشكلات التي قد تنشأ داخل البلدان".

الوضع "الهشّ" في الشرق الأوسط

ردّ البابا لاون بعد ذلك على سؤال بشأن الوضع في الشرق الأوسط، حيث بات اتفاق وقف إطلاق النار مهدَّدًا بضربات إسرائيلية جديدة وهجمات من قبل المستوطنين على قرى في الضفة الغربية.

وقال: "على الأقل المرحلة الأولى من اتفاق السلام ما تزال صامدة"، في إشارة إلى اتفاق 10 تشرين الأول بين إسرائيل وحماس، قبل أن يُقرّ بأن الهدنة "هشّة للغاية". وشدّد على ضرورة الانتقال إلى "المرحلة الثانية، التي تتناول الحوكمة وضمان حقوق جميع الشعوب".

أما مسألة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وهي غير القانونية بموجب القانون الدولي، فقال إنها "معقّدة حقًا"، على حدّ قوله: "إسرائيل تقول شيئًا، لكنها أحيانًا تفعل شيئًا آخر". وختم البابا بالتأكيد على ضرورة "العمل معًا من أجل العدالة لجميع الشعوب".

كرامة العمل

وتطرّق البابا لاون الرابع عشر أيضًا إلى قضية حقوق العمّال قُبيل يوبيل عالم العمل المرتقب، وذلك في تصريحات جاءت بعد يوم من وفاة عامل يبلغ من العمر 66 عامًا إثر انهيار جزئي في برج دي كونتي في العاصمة الإيطالية روما.

وشدّد أنّ "العمل الكريم حقّ إنساني يتيح للإنسان أن يؤمّن احتياجات عائلته". وأشار إلى أن "الكنيسة لا تستطيع أن تفعل كل شيء"، مضيفًا مع ذلك أن اليوبيل المقبل سيكون فرصة "لتقديم بعض الأمل ومحاولة توحيد جهودنا لإيجاد حلول، لا الاكتفاء بالتعليق على المشكلات".

قضية روبنيك المستمرّة

قبل عودته إلى الفاتيكان، أجاب البابا لاون الرابع عشر عن سؤال أخير حول ماركو روبنيك، الكاهن والفنان اليسوعي السابق والمتّهم بالاعتداء على العديد من النساء، وهي قضية تخضع حاليًا للتحقيق من قبل دائرة العقيدة والإيمان الفاتيكانية.

وفي ردّه على أسئلة تتعلّق بأعمال روبنيك الفنية التي لا تزال معروضة في العديد من الكنائس حول العالم، قال البابا: "في أماكن عديدة… تمّ تغطية الأعمال الفنية، وتمّت إزالة بعضها من المواقع الإلكترونية. نحن بالتأكيد على علم بهذه المسألة".

وأكد أن محاكمة الفاتيكان ضد اليسوعي السابق "قد بدأت مؤخرًا".

وقال: "لقد تمّ تعيين القضاة، والإجراءات القضائية تستغرق وقتًا. أعلم أنّه من الصعب جدًا مطالبة الضحايا بالصبر، ولكن على الكنيسة أن تحترم حقوق جميع الأفراد. قرينة البراءة حتى ثبوت الإدانة تنطبق في الكنيسة أيضًا. ونأمل أن يوفّر هذا المسار القضائي الوضوح والعدالة لجميع الأطراف المعنيّة".

المصدر: موقع أبونا