
روما – نبض الحياة - في مشهد مؤثر جمع بين الحزن والرجاء، شارك وفد شبابي فلسطيني في مراسم وداع البابا فرنسيس في بازيليك "سانتا ماريا ماجوري" بروما، حيث رُفع علم فلسطين أمام نعش الحبر الأعظم، تعبيرًا عن وفاء شعب عاش سنوات طويلة من الألم، وجد في البابا صوتًا للعدالة والسلام.
الوفد الذي ضم فتيات وشبانًا من فلسطين جاء للمشاركة في "يوبيل المراهقين" الذي تنظمه الكنيسة الكاثوليكية، لكنه حرص أيضًا على أن يكون حاضرًا في وداع البابا، الذي كان دائمًا قريبًا من القضايا الإنسانية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
الأب فراس عبدربه: "كان يحب الضعفاء، مثل شعبنا"
وقال الأب فراس عبدربه، كاهن رعية البشارة في عين عريك قرب رام الله، في تصريح لوكالة "Dire" الإيطالية: "جئنا إلى روما لنشارك في حج يوبيل المراهقين، لكننا شعرنا أيضًا بضرورة أن نكون حاضرين في وداع قداسة البابا فرنسيس، الذي نحبه كثيرًا، لأنه كان قريبًا من الضعفاء. وفي ظل الحرب الجارية في غزة، من الواضح من هم الضعفاء اليوم: إنهم الفلسطينيون".
وأكد عبدربه أن الشعب الفلسطيني ما زال يطالب بحقه في العيش بكرامة وحرية، وسط ظروف تتدهور عامًا بعد عام، وأضاف: "البابا فرنسيس كان واضحًا في دعمه لقضيتنا، وكان يعرف أن السلام يخدم الجميع. لا سلام في الشرق الأوسط من دون حل عادل لا يقوم على ترحيل الفلسطينيين".
نحو بابا جديد... ورجاء جديد
وفي حديثه عن تطلعاته للبابا المقبل، عبّر الأب فراس عن أمله بأن يكون الحبر الأعظم الجديد "باني جسور" بالمعنى الحقيقي للكلمة، قائلاً: "نرجو أن يواصل السير على خطى فرنسيس، وأن يكون شخصية تحمل مسؤولية وحدة الكنيسة، بل وحدة البشرية جمعاء. هذه هي الرسالة التي يجب أن تقدمها الكنيسة للعالم: رسالة سلام ووحدة بين البشر".
فلسطين الحاضرة رغم الجراح
في زمن تتقلص فيه المساحات المتاحة أمام المسيحيين الفلسطينيين للتعبير عن انتمائهم ومطالبهم، تأتي هذه المشاركة الرمزية – رفع علم فلسطين في أحد أقدس أماكن المسيحية في روما – لتؤكد أن فلسطين ليست غائبة عن قلب الكنيسة، وأن الصوت الفلسطيني سيبقى حاضرًا في كل محفل يحمل فيه العالم همّ العدالة والسلام.