تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

رسالة من أمانة سر الدولة – الفاتيكان بمناسبة تعيين المطران جمال دعيبس أسقفًا لجيبوتي

اا

غبطة البطريرك الجزيل الوقار، الكاردينال بيير باتيستا بيتسا بالا،

في الوقت الذي تم فيه إعلان تعيين سيادة المطران جمال بولس سليمان دعيبس أسقف جيبوتي، أود أن أتوجه من خلالكم إلى صاحب السيادة وإلى الجماعة المسيحية اللاتينية في أبرشية القدس. 

بداية، أود أن أعرب عن شكري للمطران جمال دعيبس، الذي قام بخدمة طويلة ومقدرة في بطريركية القدس للاتين، وكان آخرها أسقفًا مساعدًا ونائبا بطريركيا في عمان . بسخاء وروح كنسية حقيقية، وافق الآن على وضع مواهبه في خدمة كنيسة صغيرة عدديا ، ولكنها دعيت إلى أن تكون خميرة مهمة في منطقة استراتيجية من الكوكب، بين العالمين العربي الإسلامي والإفريقي . تنشئة المطران جمال اللاهوتية القوية وخبرته الناضجة في السنوات الأخيرة تؤكد ان كفاءته الخدمة الكنيسة في جيبوتي . أعرب له عن تمنياتي الحارة لمهمته الجديدة، وأرافقها في صلاتي .

هذا التعيين يسلط الضوء على دعوة كنيسة القدس الإرسالية، أم جميع الكنائس . إن غيرتها على البشارة بالإنجيل تساهم، في الوقت نفسه، في محافظتها بصورة حية وفعالة على ارتباطها بالإنجيل وعلى نضارة تمسكها بالمسيح. وهذا يحدث في لحظة خاصة للبطريركية اللاتينية، التي أثرت فيها آلام الحرب الكبيرة والتي للأسف لا تلوح نهايتها في الأفق، ولا تستثني حتى المدنيين، ولا العزل . وليس من الضروري هنا أن أكرر أن الكرسي الرسولي، كما أدان هجوم 7 تشرين الأول / أكتوبر الماضي، لم يتوقف عن المطالبة باحترام القانون الإنساني الدولي المقرر، والذي يمثل حداً لا يمكن تجاوزه لأي عمل حربي . وقد دعا أيضا مرارا وتكرارا إلى إجراء مفاوضات دبلوماسية لمعالجة الأزمة الحالية وحل القضية الفلسطينية بشكل دائم .

‎غبطة الكاردينال، في رسالتي هذه أود أن أعرب عن قرب قداسة البابا الشخصي والكرسي الرسولي من المؤمنين الكثيرين الذين يشملهم هذا الصراع . حماية الجماعة المسيحية في الأرض المقدسة، التي تساهم أيضاً بشكل كبير في خير المنطقة بأكملها ، إنما هي أولوية للكرسي الرسولي والكنيسة الجامعة ملتزمة بدعمها . لذلك، أود أن أؤكد لكم أنه حتى في هذا المنعطف، فإن الكرسي الرسولي يبذل كل جهد في هذا الاتجاه . السلام يأتي بالسعي إلى تحقيق العدل واحترام الحقيقة، وهي القيم التي تعترف بها جميع الأديان والتي ينبغي أن توحد جميع البشر على أساس إنسانية واحدة . أتمنى أن يتم فتح مسارات المصالحة والعيش الأخوي معا في أقرب وقت ممكن . أنا على يقين أن عمل السخاء ، الذي تقدم به كنيسة القدس ابنها الحبيب للكنيسة الجامعة، سيؤتي ثمره في المستقبل، وفق المنطق الإنجيلي: المعطي يأخذ .

وإذ أتوجه إليكم بالشكر المتجدد ، أطلب منكم أن تقدموا تحياتي القلبية في المسيح إلى سيادة المطران جمال دعيبس والأساقفة المساعدين والإكليروس والرهبان والراهبات والمؤمنين من البطريركية اللاتينية .

الكاردينال بييترو بارولين

أمين سر الدولة لقداسته