الطيبة – نبض الحياة - استقبل الأب بشار فواضله، راعي كنيسة المسيح الفادي للاتين في الطيبة، والأستاذ تامر نصرالله، مدير مدرسة البطريركية اللاتينية في الطيبة، وفدًا من القنصلية الأمريكية في القدس. شمل برنامج الزيارة جولة في الكنيسة، والمدرسة، وبيت شارل دو فوكو، وبيت الأمثال، وكنيسة الخضر الأثرية، والبلدة.
تأتي هذه الزيارة في إطار التعاون بين الأطراف المختلفة، مما يساهم في تعزيز التفاهم والتبادل الثقافي. وضم الوفد كل من كاثرين غاري - نائب مسؤول الشؤون العامة، جوالمو سيبريان - مسؤول الدبلوماسية العامة، فيفيان زامبيل - أخصائية الأصوات الناشئة، سيلفيا عامر - أخصائية البرامج الأكاديمية، أيوب توتونجي - أخصائي تبادل التعليم، ماري زيت - منسقة الخريجين.
الأب بشار فواضله
واستعرض الأب فواضله خلال اللقاء، الجهود المبذولة لتعزيز التنمية المستدامة في البلدة، بهدف تثبيت المسيحيين في أرضهم والحفاظ على هويتهم وتراثهم العريق. كما تطرق إلى التحديات التي يواجهها السكان جراء الاحتلال الإسرائيلي والحرب المستمرة، وتأثيرها السلبي على مصادر دخلهم وحرمانهم من الوصول إلى أماكن عملهم، خاصة في القدس.
وأكد على أن هذه الجهود تعكس التزام البطريركية بدعم المجتمع المسيحي والمحافظة على وجودهم، معربًا عن أمله في استمرار هذه المساعي لتحقيق فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة للسكان في الطيبة.
وأشار الأب فواضله إلى أهمية تكاتف الجهود بين جميع الجهات، محليًا ودوليًا، لتوفير الدعم اللازم للسكان وتخفيف معاناتهم. ولفت إلى أن التعاون مع الهيئات الدولية والمجتمع المدني يمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز صمود السكان وتمكينهم اقتصاديًا واجتماعيًا. كما أكد الأب فواضله على ضرورة التركيز على التعليم والتدريب المهني للشباب، باعتبارهم الركيزة الأساسية لبناء مستقبل مستدام ومزدهر للبلدة.
الأستاذ تامر نصرالله
من جانبه قدم مدير المدرسة نصرالله، عرضًا شاملاً عن الوضع التعليمي في المدرسة والمشاريع التي تم تنفيذها والتي يتم التخطيط لها مستقبلًا. وأكد على أن هذه المشاريع تهدف إلى تحسين جودة التعليم وتوفير بيئة وفرص أفضل للطلاب، خاصة أولئك القادمين من القرى والبلدات المجاورة.
وأشار نصرالله إلى الأهمية الكبيرة لتعليم اللغة الإنجليزية للطلاب، موضحًا أنها لغة عالمية وثقافية تُسهم في فتح آفاق واسعة لفرص العمل والتبادل الثقافي والتعاون الدولي. كما ألقى الضوء على البرامج والأنشطة المتنوعة التي تنظمها المدرسة لتعزيز تعلم اللغة الإنجليزية، بما في ذلك البرامج الصيفية وورش العمل والأنشطة التفاعلية التي تهدف إلى تطوير مهارات الطلاب اللغوية.
وشدد على أهمية دعم الجهات الرسمية والمؤسسات الدولية والمانحين لتطوير البيئة التعليمية في المدرسة. أوضح أن توفير مثل هذا الدعم من شأنه تلبية احتياجات الطلاب وتوفير بيئة تعليمية محفزة تساهم في تحقيق تطلعاتهم الأكاديمية.
في الختام، أعرب نصرالله عن امتنانه لهذه الزيارة وأكد أنها تأتي في إطار الجهود المبذولة لتعزيز التعاون بين الجانبين وتبادل الخبرات لرفع مستوى التعليم وتطويره في المدرسة.
الرعية ودورها في المجتمع
قام الوفد بجولة شملت كنيسة المسيح الفادي وبيت شارل دو فوكو، حيث تحدث الأب بشار فواضله عن الزيارة التاريخية للسيد المسيح إلى الطيبة (أفرام)، مشيرًا إلى الأثر الكبير لهذه الزيارة على سكان البلدة حتى يومنا هذا، وتعزيز الروابط الروحية والتاريخية التي تجمعهم بهذا التراث العريق.
كما قدم الأب فواضله عرضًا للوفد حول تاريخ الرعية ودورها الريادي في المجتمع المحلي، مستعرضًا الأنشطة التعليمية والثقافية والترفيهية التي تنظمها الرعية. وأكد على الجهود المبذولة لتوفير سكن ملائم للشباب وخلق فرص عمل دائمة ومؤقتة، بالإضافة إلى تقديم المساعدات في ظل الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة.
كنيسة الخضر وبيت الامثال
خلال جولتهم في بلدة الطيبة، زار الوفد كنيسة الخضر الأثرية و"بيت الأمثال". قدم سند ساحلية عرضًا عن تاريخ كنيسة الخضر البيزنطية التي تعود للقرن الخامس الميلادي، مشددًا على الأهمية الروحية والثقافية لهذا الموقع التاريخي.
تُعد الكنيسة واحدة من المواقع التاريخية والدينية البارزة في فلسطين. يعود تاريخها إلى الفترات البيزنطية والصليبية، مما يجعلها شاهدة على عصور متعددة من التاريخ. تتميز الكنيسة بتصميمها المعماري الفريد الذي يعكس التراث الروحي والثقافي للمنطقة، وهي مركز ديني وثقافي للزوار والحجاج، حيث تمنحهم فرصة لاستكشاف تاريخ المنطقة وتعميق الروابط الروحية والثقافية.
أما "بيت الأمثال"، فهو أكثر من مجرد متحف يعرض أدوات تقليدية؛ إنه قصة حية تروي تراثًا ثقافيًا وروحيًا غنيًا. في هذا البيت، تلتقي حكايات الكتاب المقدس وأمثال السيد المسيح بعبق التراث الفلسطيني المسيحي والثقافة المحلية، لتفتح نافذة على الماضي وتضيء الحاضر. مخطط البيت يعكس البنية التقليدية لمساكن فلسطين ونمط بيوت زمن السيد المسيح.
وفي ختام الجولة، توجه الوفد إلى زيارة مصنع الطيبة للبيرة ومعمل بركات للتقطير. خلال هذه الزيارة، اطلعوا على عمليات الإنتاج وتعرفوا على المنتجات المحلية المميزة التي تعكس الصناعات الفلسطينية. قام الوفد بتذوق بعض المنتجات، معربين عن إعجابهم بجودة المنتجات والجهود المبذولة لتطوير الصناعة المحلية. هذه الزيارة تأتي في تسليط الضوء على قدرة المجتمع المحلي على الابتكار والتطوير في مجالات متنوعة.