
النجف - رودي شير - اسي مينا - تُعدّ مقبرة «أم خشم»، الواقعة جنوبي غربي مدينة النجف العراقية، واحدة من أكبر المقابر المسيحيّة في العالم. وتمتد على مساحة تقارب المليون و400 ألف متر مربّع، ويعود إنشاؤها إلى نحو 1800 سنة.
لكنّ حرمة المكان تتعرّض للانتهاكات. فهي تواجه تهديدات خطيرة بسبب عمليات سرقة متكررة طالتها، بخاصة بعد العام 2003.
اكتُشِفَت المقبرة في ثمانينيّات القرن الماضي. لكنّها لم تلقَ الاهتمام الكافي من السلطات المعنية، ما تسبّب في إهمالها وتعرّضها للتخريب. وأصبحت عمليات السرقة في المكان ظاهرة مستمرة. فتُنبَش القبور وتُسرَق المقتنيات المدفونة مع الموتى، وهو ما يهدّد التراث المسيحي العراقي وتاريخه.
شرح منسق عام اللجنة الشعبية لحماية الآثار والتراث في العراق عقيل غالب الفتلاوي، أنّ المقبرة «كانت مركزًا لتجمع المسيحيين في زمن مملكة الحبرة». وأوضح أنّها تتعرّض للنبش والسرقة بسبب عدم وجود أسوار حولها.
وفسّر الفتلاوي أنّ «عدد القبور فيها كبير جدًّا، ولا يمكن تحديده بسبب عدم وجود علامات مميزة للقبور وكونها تحت الأرض». وأكّد أنّ سابقًا كانت تُدفن بعض الأشياء الشخصية للمتوفين مثل العقود والحلي الثمينة. وزاد أنّه كانت هناك سبعة أنواع مختلفة للدفن، بما في ذلك التوابيت المزخرفة والملوّنة والمزججة والحجرية، بالإضافة إلى وجود بقايا فخارية في القبور.
في إثر حوادث النهب، طالب أهالي المنطقة بضرورة تكثيف الجهود لحماية المكان والحفاظ على تراثه التاريخي، وذلك عبر إجراءات أمنية وتشديد الرقابة على المنطقة. فلا تزال المقبرة محط اهتمام الباحثين والمختصين، حيث يُحتمل وجود كنوز ورموز قديمة فيها قد تكشف أسرارًا تاريخية عدّة.
ويمثّل الحفاظ على هذا التراث جزءًا أساسيًّا من حفظ الهوية الثقافية والتاريخية للمنطقة، وضمان استمرارية تلك الحضارة عبر الأجيال. ففي المقبرة أكثر من 33 موقعًا أثريًّا مسيحيًّا. وهي تواجه اليوم خطر الاندثار التام بسبب الإهمال والسرقة المستمرة.