
نبض الحياة: قال مركز حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" إن استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للكنائس والمساجد في قطاع غزة وفي مخيم جنين، لا يختلف عن استهداف قوى الظلام والإرهاب والتطرف للمساجد والكنائس وقتل المؤمنين والموحدين، والحاق الأذى والدمار والخراب بالكنائس والمساجد.
واشار المركز الى أن المساجد والكنائس والمزارات والمقامات سواء لدى الديانات التوحيدية أو غير التوحيدية تعتبر أماكن مقدسة يجب احترامها وعدم التعرض لها، احتراماً لمعتقدات أتباعها ، وأن تلك الأماكن المقدسة تمثل أحد الرموز الدينية والروحية لأتباعها. وأن الاعتداء عليها هو اعتداء على العقيدة، كما يشكل ذلك مساً بكرامة أتباعها واستفزازاً لمشاعرهم.
واشار الى ان "العالم أجمع منذ زمن على أهمية وضرورة احترام الأماكن الدينية والمقدسة وعدم التعرض لها بالتدمير أو النهب أو السرقة أو الاعتداء، إضافة إلى ذلك أصبح هناك إجماع لدى البشرية بحرمة التعرض للاماكن الدينية انطلاقاً من مسلمات عقائدية وغيبية ودينية، وقد تعزز ذلك من خلال القوانين المحلية والدولية في كافة دول العالم التي منحت حماية خاصة ومميزة للأماكن الدينية نظراً لأهميتها ومكانتها لدى عامة الناس وفئات المجتمع المختلفة".
وأضاف المركز، وعلى الرغم من الحماية الخاصة التي أوردها القانون الدولي الإنساني لحماية الأماكن الدينية ودور العبادة إلا أن دولة الاحتلال الإسرائيلي مستمرة في استهداف الكنائس والمساجد في قطاع غزة. وان استهداف الأماكن الدينية ودور العبادة يعتبر "جريمة حرب في القانون الدولي"، وهذا ما أقرته المادة رقم (8) من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية والتي نصت على أن "تعمد توجيه هجمات ضد المباني المخصصة للأغراض الدينية أو التعليمية أو الفنية أو العلمية أو الخيرية، والآثار التاريخية، والمستشفيات وأماكن تجمع المرضى والجرحى، يعتبر جريمة حرب".
وقال مركز شمس "خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد عن سبق إصرار وترصد استهداف المساجد والكنائس دون أي اعتبار لحرمتها الدينية والروحية وللحماية الخاصة التي تتمتع بها. إذ عملت قوات الاحتلال الإسرائيلي على تدمير (كنيسة القديس برفيروس) والتي تم إنشائها منذ أكثر من 1600 سنة، وتعتبر أقدم كنيسة في قطاع غزة وقد بنيت فوق ضريح القديس برفيريوس، وينظر إليها على أنها من أهم المعالم الدينية للمسيحيين في فلسطين عامة وفي مدينة غزة خاصة، فهي رمز هام للوجود المسيحي في المدينة، كما تعد الكنيسة مكاناً مهماً للعبادة والاحتفالات الدينية" لافتا الى أن "تصرفات جيش الاحتلال الإسرائيلي هي مؤشر على أنها تمارس سياسة فوقية بدافع الديانة تجاه المسلمين والمسيحيين من خلال التضييق عليهم، وما تقوم به هو انعكاس للتطرف الديني لدى دولة الاحتلال القائمة بالأساس على الفكر الديني التلمودي الذي يرفض الآخر ويعتبر أن غير اليهود ليسوا من البشر بنظرة استعلائية عنصرية مقيتة".
وختم مركز شمس بيانه: "استناداً إلى ذلك فإنه يتوجب على المؤسسات الدولية ذات العلاقة وخاصة مجلس الكنائس العالمي والكرسي الرسولي في الأراضي المقدسة ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة اليونسكو بالتحرك العاجل والضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف استهداف الأماكن الدينية ودور العبادة في قطاع غزة، إذ أنها ترتكب بذلك جريمة حرب ضد التراث الثقافي والروحي والديني العالمي وليس ضد أهالي قطاع غزة فقط، من خلال تلك الجرائم المستمرة بهدم وتدمير المساجد والكنائس في قطاع غزة".