في عيد جميع القدّيسين… دعوة موجّهة إلى كلّ إنسان على هذه الأرض

القديسين

بيروت - د.امال شعيا - آسي مينا - تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار جميع القديسين في 1 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام. فنتذكّر في هذا العيد جميع القدّيسين، ونُصلّي معهم كي نبلغ على مثالهم فرح الحياة الأبديّة.

في القرن الثامن، كرّس البابا غريغوريوس الثالث كابيلا لجميع القديسين في بازيليك القديس بطرس. وحُدِّدَ 1 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام موعدًا للاحتفال بعيد جميع القديسين. وهكذا أصبحت جميع الطوائف المسيحيّة التي تتبع التقويم الغربي في كثير من الدول تحتفل بتذكار جميع القدّيسين في تاريخ موحّد.

يحملنا هذا العيد المبارك على أن نتذكَّر من جهة، جميع الذين أُعلنوا قدّيسين على مرّ العصور، على مذابح الربّ والذين اكتشفوا سرّ السعادة الأزليّة ومصدرها محبّة المسيح. ومن جهة ثانية، يحضّنا هذا العيد على تذكُّر إخوتنا وأخواتنا الذين عاشوا حياتهم المسيحيّة بصمت عاملين على نشر الإيمان والمحبة والرجاء.

وفي يوم العيد، يُتْلى في الكنيسة المقدّسة وفي خلال الاحتفال بالذبيحة الإلهيّة، إنجيل الرسول (متى 5: 1-12)؛ فهو يرسم لنا خريطة طريق الحياة الحقّ التي سار عليها القديسون، كي نتعلّم كيف نكون على مثالهم طوباويين وتلامذة ليسوع، نُمَجِّدُه في كلّ حين.

ونتعلّم أيضًا أنّ القداسة دعوة موجّهة لكلّ إنسان على هذه الأرض، فتخترق أعماقنا كلمات الربّ يسوع، القائلة: «أَنتُم مِلحُ الأَرض، أَنتُم نورُ العالَم، هٰكذا فَلْيُضِئْ نُورُكُم لِلنَّاس، لِيَرَوْا أَعمالَكُمُ الصَّالِحَة، فيُمَجِّدوا أَباكُمُ الَّذي في السَّموات» (متى 5: 13-16)؛ وأيضًا: «فكونوا أَنتُم كامِلين، كما أَنَّ أَباكُمُ السَّماويّ كامِل» (متى 5: 48).

نسألك أيُّها الربّ يسوع في عيد جميع القدّيسين، ونحن نمشي طريقنا صوب ملكوتك، أن تُعلّمنا على مثالهم كيف ننهل البساطة الحكيمة والحبّ الوديع من قلبك الطاهر، أنت من قلت لنا: «احمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم» (متى 11: 29).