تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

أوبريت ميلادي في الطيبة يجسّد رسالة الأرض والرجاء ضمن "ليالي الميلاد 2025"

تحت رعاية بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس
أوبريت ميلادي في الطيبة يجسّد رسالة الأرض والرجاء ضمن "ليالي الميلاد 2025"

الطيبة – نبض الحياة – في إطار فعاليات ليالي الطيبة الميلادية 2025 التي تنظّمها لجنة الكهنة في البلدة تحت شعار "عيدنا حكاية أرض"، احتضنت كنيسة المسيح الفادي للاتين في الطيبة أوبريتًا ميلاديًا فنيًا، جاء ليقدّم قراءة روحية وإنسانية للميلاد، تجمع بين الفرح المسيحي العميق وتراث الأرض الفلسطينية.

وجرى الأوبريت تحت رعاية بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، في مشهد كنسي جامع يعكس وحدة الشهادة المسيحية في الأرض المقدسة، وحضورها الحي رغم التحديات. وقد دمج العمل الفني بين التراتيل والمشاهد الغنائية والرسائل الرمزية، مقدّمًا الميلاد كحدث إيمان وصمود، لا ينفصل عن واقع الناس وأرضهم.

أحيت الأمسية جوقة مدرسة البطريركية اللاتينية في الطيبة إلى جانب مرنّمين محليين، الذين قدّموا فقرات ميلادية بأسلوب تعبيري متقن، حمل في طياته معاني الرجاء والسلام، وسط تفاعل لافت من الحضور.

أوبريت ميلادي في الطيبة يجسّد رسالة الأرض والرجاء ضمن "ليالي الميلاد 2025"

وشهدت الأمسية حضورًا كنسيًا ورسميًا ودبلوماسيًا واسعًا، تقدّمه البطريرك المتقاعد ميشيل صباح، والمطران أسِيخيوس عن بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس، والمطران بولس ماركتسو والمطران إيلاريو أنتونيتزي عن البطريركية اللاتينية في القدس، والمونسنيور نيكولا دي بونسيو من القصادة الرسولية في القدس.

كما حضر القنصل الإسباني خافيير مارتينيز، والسفير البرازيلي في رام الله جواو مارسيلو سواريس، إلى جانب رئيس بلدية الطيبة، وممثلي مؤسسات البلدة، وزوار أجانب، وحشد من أبناء الطيبة.

ويأتي هذا الأوبريت ضمن سلسلة فعاليات ليالي الطيبة الميلادية 2025، تجعل من الطيبة محطة روحية وثقافية في موسم الميلاد، ونافذة مفتوحة على حكاية أرض ما تزال تُروى بالإيمان، رغم كل ما يحيط بها من تحديات.

أوبريت ميلادي في الطيبة يجسّد رسالة الأرض والرجاء ضمن "ليالي الميلاد 2025"

لجنة الكهنة في الطيبة

في كلماتهم الختامية، أكّد كهنة كنائس الطيبة على الأبعاد الروحية والوطنية للأمسية. فقد شدّد الأب جاك-نوبل عابد، كاهن رعية كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، على أن الاستعداد لعيد الميلاد هذا العام يأتي في ظل ظروف صعبة، ما يمنح اللقاءات الروحية والتراتيل معنى يتجاوز الطقس إلى تثبيت الحضور والصمود، معتبرًا أن الطيبة تقدّم نموذجًا حيًّا للوحدة والعيش الواحد، حيث تتحوّل التراتيل إلى رسالة إنسانية جامعة، تتجسّد أيضًا في مشاركة مكوّنات المجتمع كافة.

من جهته، نقل الأب داوود خوري، كاهن رعية كنيسة الروم الأرثوذكس، تحيات وبركات البطريرك ثيوفيلوس الثالث إلى أبناء البلدة، مؤكدًا أن الميلاد في فلسطين يولد من قلب المعاناة ويحمل رجاءً متجددًا لهذه الأرض، وموجّهًا تحية وطنية فلسطينية لأهالي الطيبة.

أما الأب بشار فواضله، كاهن رعية كنيسة المسيح الفادي للاتين في الطيبة، فاختتم الأمسية بالتأكيد على أن الجهد الجماعي الذي بذله الشباب والمتطوعون والفرق الفنية هو تعبير صادق عن إصرار المجتمع المحلي على الفرح، وعلى إبقاء رسالة الميلاد حيّة، بوصفها فعل إيمان وصمود في آن واحد.

وقال الأب فواضله في حديث لـ "نبض الحياة"، إن أوبريت هذا المساء يأتي كترجمة حيّة لشعار "عيدنا حكاية أرض"، موضحًا أن "الميلاد في الطيبة ليس مناسبة طقسية فقط، بل فعل إيمان مرتبط بالأرض والإنسان والكرامة".

وأضاف أن هذه الليالي، بكل ما تحمله من صلوات وفن وموسيقى، "هي رسالة تقول إن شعب هذه الأرض ما زال يحتفل بالحياة رغم الجراح، ويحوّل الألم إلى رجاء، والإيمان إلى فعل صمود".

وأشار الأب فواضله إلى أن اختيار الفن والأوبريت كوسيلة تعبير "ينطلق من إيمان الكنيسة بدور الجمال والثقافة في تثبيت الإنسان في أرضه، وإيصال صوته إلى العالم بلغة إنسانية صادقة"، مؤكدًا أن ليالي الطيبة الميلادية باتت مساحة جامعة، كنسيًا ومجتمعيًا، تعبّر عن هوية البلدة ورسالتها.

لمزيد من الصور:

https://www.facebook.com/share/p/1CwzteDD7F/