
د. آمال شعيا - آسي مينا - وُلِدَتْ بطرسيّة في بلدة حِملايا-لبنان، في 29 يونيو/حزيران عام 1832. ونالَت سرّ العماد بعد سَبعة أيَّام من ولادَتِها. كانت الصبيّة بطرسيّة تَتردّد إلى دير سيّدة النجاة في بكفيّا، وتُصلّي للعذراء مريم، كي تنير طريقها.
فاختارت الترهُّب عام 1859 في جمعيّة المريمات التي أسّسَها مرشدها الكاهن يوسف الجميّل. أبرزت النذور الرهبانيّة عام 1861. وكانت تتنقّل بأمر الطاعة بين إكليريكيّة غزير حيث خدمَت في المطبخ، ودير القمر حيث شهِدت الأحداث الدامية التي جرت هناك، وخلّصَت ولدًا حين خبّأته بردائها ونجّته من الموت.
توجّهت بعدها بأمر من الرؤساء إلى مدرسة جمعيّتها في جبيل، وأقامت فيها لمدّة سنة تُعلّم البنات أُسس الإيمان. ومن ثمّ نُقلت إلى قرية معاد، وأقامت هناك مدّة سبع سنوات، أنشأت في خلالها مدرسة لتعليم البنات.
وحين تعرضت جمعيّة المريمات لأزمة، صَلَّت رفقا حتّى تراءى لها في الحلم مار جرجس ومار سمعان العمودي ومار أنطونيوس الكبير الذي قال لها: «ترهّبي في الرهبنة البلديّة». وهكذا أمضت رفقا ستًّا وعشرين سنة في دير مار سمعان القرن-أيطو. ودُعيت رفقا تيمّنًا بوالدتها. وفي العام 1897، أسَّسَت دير مار يوسف الضهر-جربتا، البترون، مع خمس راهبات.
كانت رفقا تُصلّي كلّ يوم ستّ مرّات الصلاة الربّية والسلام الملائكي إكرامًا لجراحات المسيح الستة، وتقول للراهبات: «يا أخواتي، لا تَنسينَ الجرح السادس، جرح كتف يسوع الذي حملَ عليه صليب خطايانا الثقيلة».
وتجرّأت وطلبت الآلام حبًّا بالمصلوب، فأصبحت كفيفة في العام 1899، ومن ثمّ تفكّكت عظامها، وباتت كسيحة. ولم يبقَ منها إلّا ابتسامتها البيضاء وتحريك مفاصل يديها. وأخيرًا رقدت بسلام في 23 مارس/آذار 1914. وبعد موتها، بات تُراب قبرِها مَصدر نِعَمٍ وشِفاء.
لِنُصَلِّ مع القديسة رفقا، كي نتعلّم على مثالها كيف نحمل صليب آلامنا بقوّة المسيح وبفرح عميق.