
تريز فؤاد - نبض الحياة - أدانت جامعة دار الكلمة بشدة الهجوم الذي استهدف مركز التدريب التابع لها في مدينة غزة. وقد أكدت أن هذا المقر لم يكن مجرد مركز أكاديمي، بل كان يعمل كحاضنة فنية وثقافية مهمة للشباب والمبدعين. واعتبرت الجامعة هذا الهجوم خطيراً على القيم الإنسانية والثقافية التي تسعى الجامعة لتعزيزها وتطويرها.
وشددت الجامعة في بيان لها على أن الهجوم الذي تعرضت له يعد جزء من حملة ممنهجة للاحتلال الإسرائيلي على المؤسسات التعليمية والثقافية والصحية والإغاثية في غزة، مشيرة إلى أن القصف أدى إلى خسائر جسيمة للمركز بما في ذلك فقدان الأعمال الفنية والمكتبة والمرافق التدريبية، وبأنها فقدت العديد من الأصدقاء والمنتسبين لبرامجها خلال الأشهر الماضية.
وأكدت إدارة الجامعة على عزمها المستمر في مواصلة رسالتها الإنسانية والثقافية والوطنية، رغم التحديات التي تواجهها. وأعلنت عن استمرارها في تقديم الدعم النفسي والإغاثي للأشخاص المتضررين من الحرب.
وفي ختام البيان، أعربت الجامعة عن رفضها القاطع لحرب الإبادة الجماعية، مؤكدة على ثباتها في مواجهة التحديات، والاستمرار في مسيرتها الإنسانية والثقافية، رغم الظروف الصعبة.
يُذكر أنها هذه ليست المرة الأولى الذي يتعرض بها مركز الجامعة للقصف، حيث تعرض المبنى نفسه للتدمير الجزئي خلال شهر نوفمبر الماضي.

وفيما يلي نص البيان:
"في جريمة أخرى، يواصل الاحتلال استهداف كافة أشكال الحياة اليومية في غزة ضمن حرب إبادة مفتوحة تسعى إلى القضاء على ملامح الوجود الفلسطيني عبر تدمير المؤسسات التعليمية والصحية والإغاثية والثقافية، إضافة إلى استهداف مختلف أشكال البنى التحتية والاتصالات.
في هذا السياق تم مؤخراً تدمير مركز التدريب التابع لجامعة دار الكلمة في مدينة غزة بالكامل، جراء موجات من القصف المكثف الذي استهدف مباني مجمع الشفاء الطبي القريب والمربعات السكنية والمحيطة بالمستشفى، غرب مدينة غزة.
إن مركز التدريب التابع لجامعة دار الكلمة في غزة، لم يكن مجرد مقر أكاديمي، بقدر ما كان يشكل حاضنة مميزة لإبداع الشباب والفتيان والفتيات في مختلف مجالات الفنون البصرية، كما كان يوفر منصة هامة للحوار الثقافي وللالتقاء بين المبدعين والمبدعات عبر البرامج وورش العمل المتعددة والتي شكلت في مجملها نافذة مهمة وضرورية للاطلاع على مساهمات الحركة الفنية في غزة ضمن دوائر أوسع من العلاقات الثقافية والفنية العربية والدولية.
لقد فقدت جامعة دار الكلمة وبكل حزن وأسى العديد من الأصدقاء والمنتسبين/ات لبرامجها الفنية من المواهب الفنية المبدعة، خلال الأشهر الماضية، ممن تعرضوا وعائلاتهم لمجازر لقصف العشوائي، إضافة إلى نزوح الكثيرين إلى جنوب قطاع غزة والإقامة في خيام النزوح المؤقتة. كما تعرض المبنى نفسه للتدمير الجزئي خلال شهر نوفمبر الماضي قبل أن تعود الطائرات والدبابات الاسرائيلية المقاتلة للقضاء على كل شيء، بما في ذلك مخزون اللوحات والأعمال الفنية والمكتبة وورش وقاعات العمل والتدريب والتي تمثل جميعها خسارة إضافية فادحة لما تحمله من قيمة فنية وانسانية، دأبت جامعة دار الكلمة على صونها وتنميتها والتعريف بها ضمن منصات العمل الثقافي، والفني، والأكاديمي الفلسطيني، والدولي.
إن تدمير مباني المؤسسات التعليمية والثقافية في قطاع غزة بما يشمل المتاحف والمدارس والكليات والجامعات يمثل جريمة إبادة ثقافية ممنهجة، تسعى من خلالها قوات الاحتلال إلى استهداف الذاكرة والحاضر والمستقبل.
إننا في جامعة دار الكلمة ملتزمون برسالتنا الانسانية والثقافية والوطنية باستمرار عملنا في قطاع غزة رغم مختلف التحديات من خلال العمل في برامج الإغاثة النفسية في مخيمات النزوح عبر برنامج طوارئ يهدف إلى توظيف مختلف القدرات الفنية من أجل المساهمة في علاج الصدمات النفسية الناجمة عن الحرب لدى الأطفال عبر استخدام المتاح من وسائل الفنون البصرية، وعبر تمكين طلبة الفنون في قطاع غزة من الالتحاق الرقمي ببرامج الجامعة كطلبة زائرين للمساهمة في إنقاذ مستقبلهم الأكاديمي من التدمير.
لا لحرب الإبادة، نعم للحياة والحرية والكرامة.
ستواصل الكلمة رسالتها ودورها الإنساني رغم التدمير والدمار."