تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البابا يستقبل شمامسة أبرشيّة روما: التعاون والخدمة في قلب الحياة الكهنوتيّة

البابا

الفاتيكان - استقبل البابا فرنسيس، شمامسة أبرشية روما الذين يستعدون لنوال السيامة الكهنوتية.

وقال: السؤال الأول الذي سيطرح عليكم حول الالتزامات التي ستعلنون أنّكم ستأخذونها على عاتقكم هو: "هل تريدون أن تمارسوا الخدمة الكهنوتية، كمعاونين أمناء للأساقفة في خدمة شعب الله تحت إرشاد الروح القدس؟".

وأضاف: يبدو لي في هذه الكلمات أن هناك ثلاثة عناصر أساسية في الخدمة الكهنوتيّة: أولاً، أن تكونوا معاونين أمناء، وأن تضعوا أنفسكم بعدها في خدمة شعب الله؛ وأخيراً أن تكونوا تحت إرشاد الروح القدس. وسأتوقّف بشكل موجز عند هذه النقاط الثلاث.

 

معاونون أمناء

تابع: قد يكون لدى المرء فكرة أنه بمجرد أن أصبح كاهنًا وراعيًا في شعب الله، يكون قد حان الوقت بشكل أساسي لكي يأخذ الأمور بين يديه، وينفذ شخصيًا ما أراده منذ سنوات، وأن يضبط أخيرًا المواقف بأسلوبه الخاص ووفقًا لأفكاره الخاصة، تلك الأفكار التي يعتز بها كثيرًا بناءً على تاريخه الشخصي ومسيرته. لكن الكنيسة الأم المقدسة لا تطلب منا أولاً أن نكون قادة، بل معاونين، أي بحسب معنى الكلمات، الذين "يعملون مع". إن هذا الـ"مع" هو ضروري، لأن الكنيسة، كما يذكرنا المجمع الفاتيكاني الثاني، هي أولاً سر شركة. والكاهن هو شاهد لهذه الشركة التي تعني الأخوة والأمانة والطاعة.

 

في خدمة شعب الله

أضاف: يطيب لي أن التقي بكم الآن فيما لا تزالون شمامسة، لأنكم لا تصبحون كهنة إن لم تكونوا شممامسة أولاً. إنَّ الشماسية لا تختفي مع الكهنوت؛ بل على العكس، لأنها الأساس الذي يقوم عليه. ستكونون كهنة للخدمة، على مثال يسوع الذي "لم يأت ليُخدَم، بل ليخدُم ويفدي بنفسه جماعة الناس". وبالتالي يمكنني أن أقول إن هناك أساسًا داخليًا للكهنوت علينا أن نحافظ عليه، ويمكننا أن نسميه "الضمير الشماسي": فكما أن الضمير هو أساس القرارات، كذلك روح الخدمة هي أساس كوننا كهنة. لذلك من الجيد أن نصلي في كل صباح طالبين أن نعرف كيف نخدم: "يا رب، ساعدني اليوم لكي أخدم"؛ وكل مساء، شاكرين ونفحص ضميرنا، قائلين: "يا رب، اغفر لي عندما فكرت في نفسي أكثر من أن أضع نفسي في خدمة الآخرين". لكن الخدمة، أيها الأصدقاء الأعزاء، هي فعل يرفض أن يكون مجرَّدًا، لأن الخدمة تعني أن نكون جاهزين ومستعدين، وأن نتخلّى عن العيش وفقًا لأجندتنا الخاصة، وأن نكون مستعدين لمفاجآت الله التي تظهر من خلال الأشخاص، والأحداث غير المتوقعة، والتغييرات في مشاريعنا، والمواقف التي لا تتناسب مع مخططاتنا و"صحة" ما تمت دراسته.

.

تحت إرشاد الروح القدس

وقال: من المهم أن تعطوا الأولوية دائمًا للروح القدس الذي سيحلّ عليكم. إذا حدث هذا، فإن حياتكم، كما كانت حياة الرسل، ستكون موجهة نحو الرب ومن الرب، وستكونون حقًا "رجال الله". أما عندما تعتمدون على قواكم الخاصة، فإنكم تخاطرون بأن تجدوا أنفسكم بأيادي فارغة.

أضاف: إنّ الحياة تحت إرشاد الروح القدس تعني الانتقال من مسحة الكهنوت إلى "المسحة اليومية". ويسوع يفيض علينا مسحة الروح القدس عندما نكون في حضرته، عندما نعبده، عندما نكون حميمين مع كلمته. أن نكون معه، وأن نثبت فيه يسمحان لنا أيضًا بأن نتشفّع أمامه من أجل شعب الله المقدّس، ومن أجل البشرية، ومن أجل الأشخاص الذين نلتقي بهم كل يوم. وهكذا فالقلب الذي يستقي فرحه من الرب ويخصِّب العلاقات بالصلاة، لا يغيب عن نظره أبدًا جمال الحياة الكهنوتية الخالد.