
الطيبة- نبض الحياة: أجرى البابا فرنسيس صباح يوم أمس مقابلته العامة المعتادة مع الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، تطرق خلالها إلى الزيارة التي قادته إلى المجر.
استهل البابا فرنسيس تعليمه: إنّ الجذور الصلبة المسيحية للشعب المجري تعرضت للامتحان وامتُنحن إيمانهم بالنار. فخلال الاضطهاد الملحد في القرن العشرين، قُتل العديد من الأساقفة والكهنة والرهبان والعلمانيين، أو تم اعتقالهم. وإزاء محاولة قطع شجرة الإيمان ظلت الجذور كما هي. وبقيت كنيسةٌ تعيش في الخفاء لكنها حية وقوية بفضل قوة الإنجيل. وأكد فرنسيس أن القمع الشيوعي في المجر سبقه قمع نازي، مع الترحيل المأساوي للعديد من أفراد الجالية اليهودية. وفي خضم عمليات الإبادة هذه تميز كثيرون بالمقاومة والقدرة على حماية الضحايا، وهذا ما حصل لأن جذور العيش المشترك كانت صلبة. ولفت إلى وجود شاعرة مجرية في روما تُدعى إيديث بروك، موضحاً أنها مرت بكل تلك التجارب، وهي تحدث اليوم الشبان عن ضرورة النضال في سبيل المثل كي لا يتغلب عليهم الاضطهاد والإحباط.
أكمل: إنّ الحرية هي مهددة اليوم أيضًا، من خلال الاستهلاكية التي تخدّر الإنسان، إذ يكتفي بشيء من الرخاء المادي وينسى الماضي، ويعيش في حاضر صُنع على قياس الفرد. لكن هذه الجذور تختنق عندما يقتصر الأمر على الاهتمام بالذات فقط. وهذه المشكلة تعني أوروبا كلها حيث الأزمات محدقة بتكريس الذات للآخرين، وبالشعور بأننا جماعة، وبجمال الحلم معاً وتأسيس عائلات كبيرة. وشدد البابا في هذا السياق على ضرورة التفكير في أهمية الحفاظ على الجذور لأن الغوص في العمق يمكّن الأغصان من النمو ومن إعطاء الثمار.