
الفاتيكان – نبض الحياة - استقبل البابا فرنسيس امس في حاضرة الفاتيكان وفدًا يمثّل عائلات فلسطينيّة آتية من غزة، أو لها أقارب هناك.
واستمع البابا خلال اللقاء إلى عدد من الشهادات التي قدمها أعضاء الوفد الفلسطيني، الذي ضم كاهن رعيّة اللاتين في غزة الأب جبرائيل رومانيلي، والأب سمعان بجالي ممثلاً من كنيسة الروم الأرثوذكس، وعدد من العائلات والطلاب والطالبات الذين تقطعت بهم السبل في أماكن شتى.
ومن ضمن أعضاء الوفد سهير أنسطاس التي كانت موجودة في مدينة غزة حتى قبل خمسة أيام، والتي وبفضل جواز سفرها الكندي، تمكنت من الفرار من غزة مع ابنتها البالغة من العمر 16 عامًا.
وقالت أنسطاس في حديثها إلى وسائل إعلام الفاتيكان: خلال الاجتماع الذي عقدناه مع البابا، كان الجميع يروون قصصًا عما مروا به. كان لكل شخص قصة مختلفة، لكن كلهم ينتهون إلى نفس الشيء: الناس يموتون، والمنازل تنهار على الأطفال، وتفقد عائلتك.
وتابعت قائلة: أعتقد أنني كنت أحد الأشخاص المحظوظين الذين توفر لهم فرصة الاحتماء في الكنيسة، لكنها في الوقت نفسه لم تكن مكانًا آمنًا.. لا يوجد مكان آمن في غزة! وكان هناك أشخاص في الكنيسة يخرجون لمحاولة تأمين بعض الطعام للموجودين فيها، وأنها ستبقى تفكر دائمًا "ماذا لو حدث لهم أي شيء في الطريق؟"
وحول أحلامها قالت أنسطاس: خلال الحرب أنت فقط تذهب إلى النوم دون أن تعرف ما إذا كنت ستستيقظ في الصباح التالي بسبب كل التفجيرات الجارية في كل مكان.
وانها تحلم بحياة آمنة، "لم أحلم قط بأن نترك كل شيء ونخرج من غزة. كان من الصعب على أطفالي أن يكونوا هناك بدون والده".
وبعد كل ذلك، غادرنا غزة ولم يعد لدينا شيء، ولا أعتقد أن أحدًا سيتمكن من إخبارك بأن لدينا خطة للمستقبل بعد ما مررنا به. لا يمكنك حقًا فهم ما يحدث، لذلك من الصعب جدًا أن أقول: "أريد هذا".
وأضافت: الجميع يريد الأفضل لأطفاله، أفضل حياة، وأفضل تعليم، وآمل أن يكون ذلك ممكنا.. أتمنى أن نتمكن من العودة إلى منازلنا والعيش هناك، فأنا أحلم بحياة آمنة.


