البابا فرنسيس: إن الذي ينال النعمة الأكبر في الصدقة هو الذي يعطيها

البابا

الفاتيكان - تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها اليوم، يحدثنا الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجيا عن يسوع الذي يشفي رجلاً من العمى. اسمه بارتيماوس، لكن الحشد على الطريق يتجاهله؛ إنّه متسول فقير. هؤلاء الناس لا يرون هذا الأعمى، ولا يوجهون إليه نظرة عناية أو مشاعر شفقة. حتى بارتيماوس لا يرى، ولكنه يسمع ويجعل صوته مسموعاً. هو يصرخ، ويصرخ بقوة: "يا ابن داود، ارحمني!". لكن يسوع يسمعه ويراه، ويضع نفسه في متناول يده ويسأله: "ماذا تُريدُ أَن أَصنَعَ لَكَ؟".

تابع البابا فرنسيس يقول"ماذا تُريدُ أَن أَصنَعَ لَكَ؟" هذا السؤال، أمام شخص أعمى، يبدو وكأنه استفزاز، لكنه في الواقع اختبار. فيسوع يسأل بارتيماوس عمن يبحث حقًا، ولماذا. من هو بالنسبة لك "ابن داود"؟ وهكذا يبدأ الرب بفتح عيني الأعمى. سنأخذ في عين الاعتبار ثلاثة جوانب من هذا اللقاء الذي يصبح حواراً: الصرخة، الإيمان، والمسيرة. أولاً، صرخة بارتيماوس التي ليست مجرد طلب للمساعدة. وإنما هي تعبير عن الذات. يقول الأعمى: "أنا موجود، انظروا إلي. أنا لا أرى، يا يسوع. هل تراني؟" نعم، يسوع يرى الرجل المتسول ويصغي إليه، بأذني الجسد والقلب. ولكن لنفكر في أنفسنا عندما نمر بمتسول في الشارع: كم من مرة ننظر في الاتجاه الآخر؛ كم من مرة نتجاهله، كما ولو أنه غير موجود... أولاً: الصرخة. ولكن هل نسمع صرخة المتسولين؟

أضاف الأب الأقدس يقول النقطة الثانية هي: الإيمان. "إِذهَب! إيمانُكَ خَلَّصَكَ"، يقول له يسوع. وبارتيماوس قد رأى لأنه آمن؛ المسيح هو نور عينيه. والرب قد لاحظ كيف نظر إليه بارتيماوس. وأنا كيف أنظر إلى المتسوِّل؟ هل أتجاهله؟ هل أنظر إليه مثل يسوع؟ هل أنا قادر على فهم أسئلته، وصرخته التي تطلب المساعدة؟ عندما تعطي الصدقة، هل تنظر في عيون المتسول؟ هل تلمس يده لتشعر بجسده؟

تابع الحبر الأعظم يقول أخيراً، المسيرة: بعد أن شُفيَ تبع بارتيماوس يسوع في الطريق. ولكن كل واحد منا هو بارتيماوس، أعمى من الداخل، يتبع يسوع عندما نقترب منه. وعندما تقترب من شخص فقير وتجعله يشعر بقربك، يقترب منك يسوع في شخص ذلك الشخص الفقير. من فضلكم لا نخلطنَّ الأمور: الصدقة ليست عملاً خيريًّا. إن الذي ينال النعمة الأكبر في الصدقة هو الذي يعطيها، لأنه يسمح للرب بأن ينظر إليه. وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لنرفع صلاتنا معاً إلى العذراء مريم، فجر الخلاص، لكي تصون مسيرتنا في نور المسيح.