تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الأب باسيليوس كنعان: الله يستخدِم ما يحدث لنا لتحقيق الخير

القديس

بيروت - د.امال شعيا - اسي مينا - الأب باسيليوس كنعان من الرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة، حائز ماجستير في لاهوت الآباء القدّيسين من جامعة الروح القدس-الكسليك، لبنان.

يطلّ ليُخْبِرنا عن مفهوم الصليب والآلام الناتجة منه، وكيف يجعل الله جميع الأمور، حتّى المعاناة، تعمل لخيرنا.

يقول كنعان: «عندما نسمع للوهلة الأولى كلمة صليب، يتبادر إلى أذهاننا كلّ ما له ارتباط بالألم والموت، كأنّنا بذلك نحكم على الصليب بإعطائه جميع المعاني السلبيّة، فيصبح تناقضًا للحياة والرجاء. والأخطر من كلّ ما سبق، أنّنا نكوِّن هذا المفهوم الخاصّ من عدم معرفتنا بحقيقة صليب يسوع».

ويُضيفُ متسائلًا: «كيف نستمرّ برؤية الصليب على أنّه علامة عار أو لعنة، والمسيح مات عليه كي يهبنا ملء الحياة؟ ألم يخبرنا بولس الرسول بأنّ الصليب جهالة للوثنيّين وضرب من الجنون لليهود؟ وهل نحن بعد وثنيّون نجهل قوّة الصليب ويهود نرفض منطقه؟».

يكشِفُ كنعان: «تُعدّ المعاناة التحدّي الرئيسيّ الذي يواجهه المسيحيون. فهناك نموذج عن المعاناة في الكتاب المقدّس، وهو قصّة أيّوب التي تبدأ بمشهد في السماء، يوضح للقارئ سبب آلام أيّوب التي حصلتْ نتيجة نزاع بين الله والشيطان، وهو ما لم يعرفه أيّوب وأصدقاؤه. وفي نهاية القصّة، عندما يجيب الله أيّوب، يبقى الأخير صامتًا، ما يُبرز أهمّية الثقة بخطط الله في خلال المعاناة حتّى عندما لا نفهم». ويضيفُ: «تقدّم رسالة رومية (8: 28) كلمات تعزية: "ونحن نعلم أنّ كلّ الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبّون الله". وهذا يعني أنّ الله يستخدم ما يحدث لنا، حتّى المعاناة، لتحقيق الخير».

ويردف: «النظرة المسيحيّة للعالم، هي الوحيدة التي تعطي معنى للشرّ والمعاناة، فيمكن للمسيحيّين الإشارة إلى الصليب كدليل على اهتمام الله بالمعاناة، وحين صرخَ يسوع: "إلهي، إلهي، لماذا تركتني"؟ فقد جسّد بآلامه أوجاع كثيرين من الأشخاص اليوم».

يواصل كنعان: « حتّى لو وجدنا جوابًا عن معنى الألم، فلن نتخطّاه بسهولة. فيسوع نفسه تألّم وعاش اختبار الصليب وهو ابن الله بذاته، وهو الله الابن. فإذا كان هو الله لا يعني أنّه استطاع احتمال الصليب والآلام، لأنّه يملك قدرة خارقة». ويُضيف: «اللاهوت المسيحيّ يعلّمنا أنّ المسيح تألّم بإنسانيّته أي بجسده ولم تكن آلامه نظريّة أو معنويّة، بل شملت كلّ كيانه وجسده».

ويختم الأب كنعان حديثه: «لنعلم ولنقتنع ولنؤمن بأنّنا بشر لدينا محدوديّتنا، وسنواجه ما يفوق قدرتنا على التحمُّل. لكنّنا إذا وثقنا بأنّ الله حاضر معنا، لربّما لن يزول الصليب، إنّما لن نحمله لوحدنا فالله سيحمله معنا».