
البطريركية اللاتينية - الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا - أيها الإخوة والأخوات الأعزاء في المسيح رجائنا.
سلام المسيح!
يومُ الأحد، الموافق 26 كانون الثاني، الذي تخصّصه الكنيسة هذا العام لكلمة الله، يُدخلنا في جوّ اليوبيل الذي أعلنه البابا فرنسيس لعام 2025. وستُركّزُ الكنيسة في صلاتها على عطيّة "الرجاء" الذي نطلبه بكل قوانا من الربّ يسوع.
إن كلمة الله تساعدنا على اكتشاف أسباب هذا الرجاء وعلى إحيائه، خاصة في أرضنا وفي هذا الزمن المظلم والأليم الذي تجد البشرية نفسها مضطرة إلى عيشه وسط الحروب والظلم الذي يزرع في القلوب الخوف والشدة والحيرة.
لهذا السبب أقترح عليكم أن تقرأوا رسالة القديس بطرس الرسول الأولى. إنها رسالة قصيرة (مكوّنة من خمسة فصول فقط)، غير أنها طافحة من نعمة الروح القدس، الذي وحده يستطيع أن يُنعش حياتنا المسيحية بالإيمان والرجاء والمحبة.
الروح القدس هو الذي يعطينا القوة ويضفي على المؤمنين نور الرجاء.
هو الذي يُبقي في قلوبنا نارا مشتعلة لا تخمُد على الإطلاق.
وهو الذي يَدعم ويقوّي حياتنا حتى في أصعب المواقف.
الرجاء المسيحي لا يخادع، بل يمنحنا القدرة على رؤية الواقع كما هو.
الرجاء المسيحي لا يخيّب، بل هو هبة من الله تمنحنا الفرح وتخلق شركةً ولُحمةً بين جميع الرجال والنساء الساعين إلى السلام. الرجاء المسيحي يرتكز على اليقين بأن لا شيء ولا أحد يستطيع أن يفصلنا عن محبة المسيح، الذي هو سلامُنا.
نقرأ في رسالة القديس بطرس: "إنكم ولدتم ولادة ثانية، لا من زرع فاسد، بل من زرع غير فاسد، من كلمة الله الحية الباقية." (1 بط 1، 23)
أكرر: الرسالة قصيرة، لكنها جميلة جدًا ومليئة بالقوة. لذا أحثّكم على قراءتها وإعادة قراءتها، معًا أو فرديًا، وأن تصلّوا بالكلمات التي تضعها الرسالة على شفاهكم. أقترح أن نسلّط الضوء أثناء قراءتنا على الكلمات التي تؤثّر فينا أكثر والتي يمكن أن ترافقنا طوال عام اليوبيل.
إذا فعلنا ذلك معًا، بإيمان وثقة، فسوف تكتسب ضمائرنُا فرحًا جديدًا وقوة جديدة لنعيش هذا الزمن كمسيحيين حقيقيين. وسنتلقى أيضًا كعطية من الله بعض النور الذي يساعد في حلّ المشاكل التي تواجهنا.
أحيّيكم وأبارككم بنفس كلمات الرسول بطرس: "إذا تألمتم قليلا، فإنّ إله كل نعمة، الإله الذي دعاكم إلى مجده الأبدي في المسيح، هو الذي يعافيكم ويثبّتكم ويقوّيكم ويجعلكم راسخين. له العزة أبد الدهور. آمين." (1 بط 5، 10-11)