تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

في ظلال الحرب - محاضرة للكاردينال بييرباتيستا في المجر

الكاردينال

البطريركية اللاتينية للقدس - بيلا بارانياي ترجمة: المكتب الإعلامي - ألقى الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، محاضرة حول وضع المسيحيين في الأرض المقدسة في مركز باساريت في بودابست في 18 كانون الثاني. نُظم هذا الحدث من قبل الرهبانية الفرنسيسكانية لسيدة المجر كما وحضر اللقاء المطران ميخائيل باناخ السفير البابوي لدى المجر والمطران وليم شوملي، النائب البطريركي العام.

وصل الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، إلى بودابست بدعوة من الحكومة المجرية. التقى خلال زيارته بالكاردينال بيتر إردو، رئيس أساقفة المجر، والمطران أندراس فيريس، أسقف جيور، رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك المجريين (HCPC)، وتاماس توث، أمين سر المجلس.

أشار المتحدث إلى الاعتقاد الخاطئ السائد في أوروبا حول انعزال المسيحيين الفلسطينيين عن سائر الشعوب، مؤكداً أنهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني. وفي القضايا السياسية والاجتماعية، قد يتفق المسيحي الفلسطيني مع المسلم، أو المسيحي الإسرائيلي مع اليهودي، مما يدل على مدى تعقيد الوضع في الأرض المقدسة.

بعد 7 تشرين الأول، تغير الوضع في الأرض المقدسة، فقد قلب هجوم حماس والحرب الإسرائيلية اللاحقة كل شيء رأساً على عقب.

كان هذا أشد هجوم في تاريخ الدولة اليهودية، وكانت الصدمة كبيرة لهؤلاء الذين يعتبرون إسرائيل وطنا آمنا. إن الحرب الانتقامية الإسرائيلية على غزة هي أكبر عمل مسلح منذ عام 1948. ويرى المجتمع الفلسطيني، الذي بلغ عدد ضحاياه حتى الآن حوالي 20 ألفاً، أنها محاولة لطردهم من القطاع.

أكد الكاردينال أن عدد المسيحيين في غزة حوالي ألف. وهم يعيشون بشكل رئيسي في الشمال. وعلى الرغم من المحاولات لإخلاء المنطقة، إلا أن المفاوضات سمحت لهم بالبقاء هناك، ويعيشون الآن في الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية. أضاف الكاردينال: "لقد تم تدمير هذه المنطقة عملياً". لم يبق لدى العائلات أي شيء عملياً. إن المسيحيين في الواقع في وضع آمن وقادرون على تلقي المساعدات الإنسانية، لكنهم عانوا أيضاً وقد قتل 20 مسيحياً حتى الآن

وقد تم تهجير حوالي 1.9 مليون من سكان غزة. والمعبر الوحيد المفتوح مؤقتًا هو رفح جنوب قطاع غزة. ولا يمكن عبوره حتى لأسباب طبية، ويفقد الكثيرون حياتهم نتيجة لذلك. هناك نقص في الغذاء والماء والوقود. لا يزال هناك مستشفى واحد أو اثنين فقط قائمين. وقد تعرضت المنطقة لقصف شديد في بداية العمليات العسكرية، لكن هذا القصف تراجع الآن حيث فر معظم الناس إلى الأجزاء الوسطى والجنوبية من غزة.

ماذا سيحدث لغزة بعد الحرب؟ هل سيعاد بناؤها؟ ماذا سيحدث للبنية التحتية، أين سيذهب الناس؟ إذا فكرت فقط في 600 مسيحي الموجودين في الدير، فإلى أين سيذهبون؟ بناء المنازل لا يحدث بين عشية وضحاها، وما نراه في غزة يحدث بوتيرة أقل في سائر المدن الفلسطينية.

أشار المتحدث إلى أن لغة الحوار مع الجانبين مختلفة. "المجتمع الإسرائيلي غاضب لأننا لم ندن هجوم تشرين الأول. ويرى الفلسطينيون أننا لا نتحدث علناً ضد الحرب على غزة. نحن نتعرض لانتقادات شديدة، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. إن القول بأن جميع سكان غزة ينتمون إلى حماس هو بمثابة إهانة. يجب على القادة الدينيين والكهنة أن يكونوا حذرين للغاية في استخدام اللغة المناسبة".

نحن بحاجة إلى استئناف الحوار، ولا يمكننا استئنافه من حيث توقفنا. "هناك خطر البقاء على الوضع الحالي، ولكن لا بد من المضي قدمًا في الحوار مرة أخرى، والرد على ما حدث. نحن الآن في مرحلة حيث يمكننا تعميق الحوار أو البقاء على حاله". نحن بحاجة إلى نقطة مرجعية، وبالنسبة لي تعتبر كلمة الله هي المرجعية المركزية، لذا دعونا نطرح بجدية هذا السؤال: ما المهم في علاقتي مع يسوع؟ تأتيني ثلاث كلمات: العدالة، والحقيقة، والمغفرة. لا يمكن تحقيق العدالة بدون الحقيقة، لكن هذين الاثنين لن يتحققا دون المغفرة. صحيح أن المغفرة تتطلب وقتًا، ولكن هذا هو المطلوب في هذه الأيام الصعبة.

في الختام أشار الكاردينال إلى الجهود الحفيفة التي بذلتها الحكومة في تقديم وتوصيل المساعدات إلى الأرض المقدسة.