Aller au contenu principal

البابا لطلبة الجامعة: "تحلوا بالشجاعة لكي تستبدلوا المخاوف بالأحلام"

البابا بالجامغة

الطيبة- نبض الحياة: "تحلوا بالشجاعة لكي تستبدلوا المخاوف بالأحلام" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس لشباب الجامعة الكاثوليكية في لشبونة

في إطار زيارته الرسوليّة إلى البرتغال زار قداسة البابا فرنسيس الجامعة الكاثوليكية في لشبونة حيث التقى بالشباب الجامعيين، وبعد كلمة مديرة الجامعة وشهادات حياة لبعض الطلاب حول الرسالة العامة "كن مسبحًا" والميثاق التربوي العالمي واقتصاد فرنسيس ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها أشكر رئيسة الجامعة على كلماتها: لقد قالت إننا نشعر جميعًا بـأننا "حجاج". إنها كلمة جميلة تستحق أن نتأمّل في معناها. هي تعني حرفياً أن نترك الروتين المعتاد جانباً وننطلق بقصد معيّن، فنتحرك "عبر الحقول" أو "أبعد من الحدود الشخصية"، أي خارج منطقة الراحة الخاصة نحو أفق المعنى. في مصطلح "الحاج" نرى انعكاس الحالة البشريّة، لأن كل فرد منا مدعو لكي يتعامل مع الأسئلة الكبيرة التي ليس لها إجابة مبسطة أو فورية، ولكنها تدعونا لكي نقوم برحلة ونتخطى ذواتنا ونذهب أبعد منها. إنها عملية يفهمها طالب الجامعة جيدًا، لأن هذه هي الطريقة التي يولد بها العلم. وكذلك أيضًا ينمو البحث الروحي. نحن لا نثق في الصيغ الجاهزة، والإجابات التي تبدو في متناول اليد، التي تنزلق من كُمِّ القميص مثل أوراق اللعب المزورة؛ نحن لا نثق بتلك المقترحات التي يبدو أنها تقدم كل شيء دون أن تطلب أي شيء. في أحد أمثال يسوع، يجد اللؤلؤة الثمينة ذلك الذي يبحث عنها بذكاء ومهارة، ويعطي كل شيء، ويخاطر بكل ما لديه لكي يحصل عليها. البحث والمجازفة: هذا هما فعلي الحجاج.

تابع البابا فرنسيس يقول قال بيسوا، بأسلوب معذب وإنما صحيح، "أن تكون غير راضٍ هو أن تكون إنسانًا". لا يجب أن نخاف من الشعور بالقلق، ومن التفكير في أن ما نقوم به ليس كافياً. كونك غير راضٍ، بهذا المعنى وبالقدر الصحيح، هو ترياق جيد ضد افتراض الاكتفاء الذاتي والنرجسية. يميز عدم الاكتمال حالتنا كباحثين وحجاج لأنه، وكما يذكرنا يسوع، "نحن في العالم، ولكننا لسنا من العالم". نحن مدعوون إلى شيء أكبر، إلى إقلاع لا يمكن الطيران بدونه. لذلك لا نخافنَّ إذا وجدنا أنفسنا عطشى من الداخل، مضطربين، وغير مكتملين، يتوقون إلى المعنى والمستقبل! نحن لسنا مرضى، بل أحياء! لنقلق بالأحرى عندما نكون مستعدين لكي نستبدل الدرب الذي علينا القيام به بأي نقطة إنعاش، طالما أنها تعطينا وهم الراحة؛ عندما نستبدل الوجوه بشاشات، والحقيقي بالافتراضي؛ وعندما، بدلاً من الأسئلة التي تمزّق، نفضل الإجابات السهلة التي تخدِر.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أيها الأصدقاء، يسعدني أن أراكم جماعة تربوية حيّة، منفتحة على الواقع، مع الإنجيل الذي ليس مجرد زينة، ولكنه ينعش الأجزاء والكل. أعلم أن مسيرتكم تشمل مجالات مختلفة: الدراسة، والصداقة، والخدمة الاجتماعية، والمسؤولية المدنية والسياسية، والعناية بالبيت المشترك، والتعبيرات الفنية ... إنَّ كونكم جامعة كاثوليكية يعني أولاً: أن كل عنصر هو في علاقة مع الكل وأن الكل موجود في الأجزاء. وهكذا، فيما تكتسبون المهارات العلمية، تنضجون كأشخاص، في معرفة الذات وفي تمييز مساراتكم. فهيا إذن إلى ألامام!  يخبرنا تقليد من القرون الوسطى أنه عندما كان يلتقي الحجاج ببعضهم البعض، كان أحدهم يحيِّ الآخر قائلاً «Ultreia» فيجيبه الثاني «et Suseia». إنها تعابير تشجيع على مواصلة البحث ومخاطر المسيرة، كمن يقول: "اذهب أبعد، وأعلى؛ هيا، تشدّد، امضِ قدما!". وهذا ما أتمناه لكم أيضًا من كل قلبي.