
بيروت - تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة غدًا في 28 يوليو/تمّوز من كلّ عام بتذكار الطوباويّ يوحنّا سوريت؛ هو من جاهد في سبيل إقناع إخوته الرهبان باتِّباع مسيرة روحيّة عمادها التقشّف.
أبصَرَ سوريت النور في مدينة كاين النورمانديّة الفرنسيّة عام 1394. منذ طفولته، حصَّنَ نفسه بأسمى الفضائل الروحيّة، وأحبَّ يسوع حبًّا شديدًا، وحين سمع صوته يُناديه، هجَرَ مجد الأرض لتكريس ذاته له. دخلَ سوريت إلى رهبنة الكرمل وهو في ريعان الشباب، ثمّ تخصّص في اللاهوت في باريس ورُسِمَ كاهنًا، فكان مثالًا للأب الأمين والغيور على كلمة الله وبيته.
ارتبط اسم هذا الطوباويّ بتحويل بعض مجمّعات النساء التقِيّات المتسلّحات بنعمة الإيمان القويم، إلى أديار للراهبات الكرمليّات. وبعد تلك المحطّة، انتشر هذا التجديد مع القدّيسة فرنسواز دامبواز التي عملت بانسجام وصداقةٍ عميقَين مع سوريت، وهكذا عمَّ هذا التجدّد والإصلاح فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
ولمّا أصبح سوريت رئيسًا عامًّا لرهبانيّته، رأى أنّ حياة التضحية والعزلة والصلاة التي تحياها المتوحِّدات ستكون مفيدة للإخوة. فعمِلَ جاهدًا لإقناع إخوته الرهبان وحضّهم على اتّباع مسيرة رهبانيّة مكلّلة بأعمال التقشّف والتجرُّد والابتعاد عن كلّ ما يُحاول فصلهم عن محبّة يسوع.
أعاد هذا الطوباويّ أيضًا النظر في القوانين الكرمليّة، وفي العام 1462 عمل بكلّ نشاط على طباعتها. وأخيرًا، بعد حياة مفعمة بالعطاء والجهاد، رقَدَ بعطر القداسة في القرن الخامس عشر. ورفعه البابا بيوس التاسع طوباويًّا على مذابح الربّ عام 1866.
نسألك يا ربّ، في تذكار هذا الطوباويّ، أن تُعلِّمنا كيف نُجاهد على مثاله لعيش حياة مسيحيّة نابضة بمحبّتك، آمين.
المصدر: د. امال شعيا، آسي مينا.