Aller au contenu principal

راهبات كرمليّات ثلاث كرّسنَ حياتهنَّ للمسيح حتّى الاستشهاد

الراهبات

بيروت تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة في 24 يوليو/تمّوز من كلّ عام بتذكار الراهبات الكرمليّات الطوباويّات الثلاث: ماريا بيلار، تريزا، وماريا أنخِلِس؛ هُنّ من استشهدن حبًّا بيسوع في الحرب الأهليّة الإسبانيّة.

أبصرت ماريا بيلار للقدّيس فرنسيس بورجيا النور في تارازونا بإسبانيا في 30 ديسمبر/كانون الأوّل 1877. أمّا تريزا ليسوع الطفل وللقدّيس يوحنّا الصليب، فوُلِدَت في موتشالس بتاريخ 5 مارس/آذار 1905. وفي هذا العام نفسه والشهر ذاته، أبصرت ماريا أنخِلِس للقدّيس يوسف النور في بلدة ختافه الإسبانيّة.

تميّزت الراهبات الثلاث بمحبّتهنَّ المسيح وبحياتهنّ المشتعلة بنِعَم الربّ وبأعمالهنّ الصالحة. وحين سمِعنَ صوت الربّ يصرخ في أعماقهنّ، قرّرنَ التخلّي عن مجد هذا العالم وأباطيله، وتكريس حياتهنّ له. وهكذا دخلْنَ إلى دير كوادلخارا، وعشن فيه محصّنات بأسمى الفضائل والتقوى والخشوع.

عرفت إسبانيا في أيّام تلك الراهبات الثلاث حربًا أهليّة دامية امتدّت نحو ثلاث سنوات، بين 18 يوليو/تمّوز 1936 حتّى الأوّل من أبريل/نيسان 1939، وراح ضحيّتها أكثر من 1.5 مليون شخص بين قتيل وجريح وسجين ومشرّد. واعتُبِرت تلك الحقبة من أكثر مراحل التاريخ الإسبانيّ كارثيّة، إذ دفَع الشعب، نتيجة الانقسام الحادّ بين طرفَي الصراع، أثمانًا باهظة تركت ندوبًا في جسد إسبانيا.

وأدّت تلك الحرب إلى استشهاد الزهرات الكرمليّات الثلاث معًا في 24 يوليو/تمّوز 1936 بأيدي الثوّار الإسبان، بعد اعترافهنَّ جهارًا بإيمانهنّ بالمسيح، فقدّمنَ ذواتهنّ وحياتهنّ إلى الكنيسة المقدّسة بكلّ جرأة وفرح ورجاء. وقد أعلنهنَّ البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني طوباويّات شهيدات على مذابح الربّ في 29 مارس/آذار 1987.

لِنُصَلِّ مع الطوباويّات الثلاث في تذكارهنّ، حتّى نتعلّم على مثالهنَّ كيف نحبّ المسيح من كلّ قلوبنا وكياننا، بالقول والعمل الصالح، حتّى الرمق الأخير.

المصدر: د.امال شعيا، آسي مينا.