Skip to main content

زيارة الطيبة لتعزيز التضامن وتسليط الضوء على قصص الجهد الرعوي

وفد يمثل مؤسسة الإغاثة الكاثوليكية في الشرق الأدنى وفرسان كولومبوس
وفد يمثل مؤسسة الإغاثة الكاثوليكية في الشرق الأدنى وفرسان كولومبوس في الطيبة

الطيبة - سند ساحلية - نبض الحياة -استقبل الأب بشار فواضله، راعي كنيسة المسيح الفادي للاتين في الطيبة، وفدًا يمثل البعثة البابوية وفرسان كولومبوس في زيارة حملت عنوان "مهمة رجاء وتضامن"، هدفت إلى نقل رسالة تضامن وأمل إلى المجتمع المسيحي في هذه البلدة العريقة.

لمشاهدة المزيد من الصور: https://www.facebook.com/share/p/1FWNEFZCEg/

ضم الوفد كل من المطران وليم لوري، رئيس أساقفة بالتيمور ونائب رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة، والسيد باتريك كيلي، المرشد الأعلى لفرسان كولومبوس، والسيد جون ماريلّا، أمين عام فرسان كولومبوس، والمونسنيور بيتر فاكّاري، رئيس مؤسسة الإغاثة الكاثوليكية في الشرق الأدنى  (CNEWA)، إلى جانب السيد مايكل لا تشيفيتا، مدير الاتصالات في المؤسسة، والسيد جوزيف حزبون، المدير الإقليمي للبعثة البابوية في القدس.

عرض لواقع الطيبة

وقد قدّم الأب بشار فواضله للوفد عرضًا مفصّلًا عن واقع بلدة الطيبة، مركزًا على التحديات اليومية التي تواجه المجتمع المسيحي فيها، والتي تتقاطع مع معاناة بقية المدن والقرى في الضفة الغربية. وأوضح أن البلدة تعرضت مؤخرًا بشكل متكرر للاعتداءات من قبل المستوطنين على الممتلكات والأراضي والمقدسات، في حين يفرض الاحتلال الإسرائيلي قيودًا أمنية مستمرة وضغوطًا اقتصادية واجتماعية تؤثر بشكل خاص على الأسر المسيحية والأكثر ضعفًا.

وأكد الأب بشار فواضله أن الرعية تواصل جهودها بلا كلل لخلق فرص عمل، وإقامة مشاريع تشغيلية ومشاريع إسكان، إلى جانب الأنشطة الفنية والرياضية والترفيهية، ودعم التعليم والحفاظ على الثقافة والتراث المسيحي المحلي. وتبذل الرعية جهودًا يومية لتوفير بيئة آمنة ومستقرة للأطفال والشباب والعائلات المتعففة، رغم التحديات والصعوبات المستمرة. وأوضح أن المجتمع المسيحي في الطيبة يواجه تحديات وجودية تهدد استمراريته على أرضه التاريخية، لكنه يظل متمسكًا بإيمانه وتقاليده، مواصلًا دوره كمجتمع صامد وشريك فاعل في الحياة الفلسطينية.

وعلق الأب فواضله على هذه الزيارة قائلا: أن هذ الزيارة تأتي في وقت حساس، حيث يحتاج سكان الطيبة إلى جميع أشكال الدعم والتضامن. وأشار إلى أن الزيارة تمثل فرصة لتعزيز جسور التواصل مع المجتمع المسيحي المحلي، ونقل صورة واقعية عن الحياة اليومية في الطيبة وفلسطين بشكل عام إلى العالم الخارجي. وأكد أن هذه المبادرة تعكس رغبة الوفد في الوقوف إلى جانب أهل الطيبة، والتعبير عن تضامن الكنيسة الجامعة مع مسيحيي الأرض المقدسة في مواجهة التحديات المستمرة.

{زيارة الطيبة لتعزيز التضامن وتسليط الضوء على قصص الجهد الرعوي

تقدير للجهود الرعوية في الطيبة

خلال الزيارة، أدلى أعضاء الوفد بتصريحات لـ"نبض الحياة"، مؤكدين رسالة التضامن والرجاء التي تحملها الزيارة. حيث شدّد المطران وليم لوري، رئيس أساقفة بالتيمور ونائب رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة، على أن الزيارة تحمل رسالة رجاء بالسلام والعدالة، ودعم صمود المجتمع على أرضه. موجّهًا حديثه إلى الأب بشار فواضله، قال: "إن محبتكم لشعبكم تتجسّد في أعمال ملموسة. أنتم من تصنعون الرجاء هنا كل يوم، ونحن جئنا كحجاج لنشارككم هذا التضامن والصداقة". وأضاف أن قصص الجهد الرعوي في الطيبة تستحق أن تُعرف على نطاق أوسع، مشيرًا إلى أن الزيارة تمثل فرصة لنقل هذه القصص إلى الأساقفة الأمريكيين وتعزيز التضامن مع المسيحيين في الأرض المقدسة.

من جانبه، قال باتريك كيلي، المرشد الأعلى لفرسان كولومبوس: "لقد جئنا إلى الأرض المقدسة ممثلين عن البعثة البابوية وفرسان كولومبوس في مهمة رجاء، وشعرنا بطاقة وتشجيع عظيم من الناس الذين التقينا بهم ومن شجاعتهم. من المهم جدًا أن يعرف المرء أنه ليس وحده، ونحن معًا ككاثوليك ومسيحيين". وأضاف: "بالنيابة عن فرسان كولومبوس، الذين يبلغ عدد أعضائهم نحو مليوني عضو في الولايات المتحدة وكندا ومناطق أخرى، أعبر عن تضامننا معكم في مهمتكم الرعوية وجهودكم للحفاظ على وحدة شعبكم وحمايتهم، ونأمل أن نستمر في دعمكم من خلال مؤسسة الإغاثة الكاثوليكية في الشرق الأدنى (CNEWA)".

وأكد المونسنيور بيتر فاكّاري، رئيس مؤسسة الإغاثة الكاثوليكية في الشرق الأدنى (CNEWA)، تقدير المؤسسة والبعثة البابوية للجهود الرعوية "البطولية في الطيبة"، مثنيًا على دور المطران لوري وفريق فرسان كولومبوس، وعلى العمل المستمر لفريق البعثة البابوية في القدس، معبرًا عن الالتزام بدعم المجتمع المسيحي المحلي ومساندته في استمرارية هذه المهمة الرعوية.

كما أشار جوزيف حزبون، المدير الإقليمي للبعثة البابوية في القدس، إلى أهمية الزيارة في نقل صورة صادقة عن واقع ومعاناة وآمال أبناء الأرض المقدسة، مؤكدًا أن الهدف هو تعزيز صمود المسيحيين وتحقيق رسالة الرجاء والأمل التي دعا إليها قداسة البابا فرنسيس في سنة اليوبيل الكبير للرجاء.

وكانت الزيارة قد بدأت من داخل كنيسة المسيح الفادي للاتين، حيث قدّم الأب بشار فواضله عرضًا شاملًا عن تاريخ الرعية، مستعرضًا دور الكنيسة كمركز روحي واجتماعي يحافظ على الهوية المسيحية في ظل التحديات المستمرة، بما في ذلك الاعتداءات المتكررة من المستوطنين والقيود الأمنية والضغوط الاقتصادية التي تؤثر على الحياة اليومية. كما أطلع الوفد على البرامج الرعوية والتعليمية والاجتماعية التي تنفذها الرعية لدعم الأطفال والشباب والأسر المتعففة في البلدة.

زيارة الطيبة لتعزيز التضامن وتسليط الضوء على قصص الجهد الرعوي

واختتمت الزيارة بجولة في كنيسة مار جريس (الخضر) الأثرية، التي تعود أصولها إلى الفترتين البيزنطية والصليبية، حيث استمع الوفد إلى شرح حول تاريخ الكنيسة وأهميتها الدينية والثقافية، كما اطلع على آثار الحرائق التي أضرمتها مجموعات مستوطنين إسرائيليين في محيط الكنيسة ومقبرة البلدة، والتي تمكن أهالي الطيبة بالتعاون مع الدفاع المدني من السيطرة عليها ومنع امتدادها إلى داخل الكنيسة.

زيارة الطيبة لتعزيز التضامن وتسليط الضوء على قصص الجهد الرعوي