
روما - وجّه البابا لاوون الرابع عشر صباح اليوم «نداءً قويًّا إلى الأطراف المعنيين والمجتمع الدولي لوضع حدّ للنزاع في الأراضي المقدسة، والذي تسبّب في كثير من الدمار والموت».
دعا الأب الأقدس، في نهاية المقابلة العامة الأسبوعيّة في قاعة بولس السادس الفاتيكانيّة، إلى إطلاق سراح جميع الرهائن، والتوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية بأمان، والاحترام الكامل للقانون الإنساني، بخاصة حماية المدنيين. وسأل حظر منطق العقاب الجماعي واستخدام القوة العشوائي والتهجير القسري للسكان.
وعبّر الحبر الأعظم عن اتّحاده ببيان بطريركَي الروم الأرثوذكس واللاتين في القدس أمس، واللذَيْن طلبا وضع حدّ لدوّامة العنف، وإنهاء الحرب، وإعطاء الخير العام الأولوية. وسأل البابا الحاضرين طلب شفاعة العذراء مريم، ملكة السلام ومصدر التعزية والرجاء، لنيل المصالحة والسلام في تلك الأرض العزيزة على قلوب الجميع.
تسليم المسيح ذاته
في المقابلة عينها، قدّم البابا تعليمًا بعنوان: «التسليم. "من تطلبون؟" (يوحنا 18: 4)»، شرح فيه أنّ المسيح لم يُؤخذ قسرًا للموت على الصليب، بل سلّم ذاته بحرّية. وأوضح أنّ هذا التسليم ليس ضعفًا بل محبّة ناضجة لا تهاب الرفض.
واعتبر لاوون أنّ قلب يسوع في ليلة آلامه عَلِمَ أنّ فقدان الحياة حُبّ وليس فشلًا، بل فيه خصوبة سرّية؛ فالمسيح لا يُعتقل كضحيّة بل يقدّم ذاته عطيّةً. وذكر الحبر الأعظم أنّ المسيح يقول للجنود: «إن كنتم تطلبونني، دعوا هؤلاء يذهبون» (يوحنا 18: 8)، مشيرًا إلى أنّ اهتمامه الأول كان بحرّية تلاميذه لا بخلاص نفسه.
الرجاء الحقيقيّ
أضاف الأب الأقدس أنّه لا ينبغي طلب القوة من الله للهروب من الصليب، بل للثبات في المحبة. وزاد أنّ يسوع عرف الاضطراب أمام الموت، لكنّه آمن بأنّ الحياة الموهوبة بسبب المحبة لا تُفقَد.
وذكر لاوون أهمّية عدم السعي إلى السيطرة على كلّ شيء في الحياة اليوميّة، بل الاكتفاء باختيار المحبّة بحرّية. ودعا المؤمنين إلى تسليم حياتهم لمشيئة الآب؛ فالرجاء الحقيقي ليس تفادي الألم، بل معرفة أنّ بذرة حياة جديدة تختبئ في الآلام الأكثر ظلمًا. وتابع أنّ الرجاء هو معرفة أنّ محبّة الله تساندنا في ظلمة التجربة وتُنضج فينا ثمرة الحياة الأبديّة.
المصدر : آسي مينا / الياس الترك