Skip to main content

الطيبة تشهد قداسًا احتفاليًا بمناسبة المناولة الأولى وسرّ الميرون المقدّس

المطران شوملي يحثّ الصغار: لا تكون مناولتكم الأولى الأخيرة
الطيبة تشهد قداسًا احتفاليًا بمناسبة المناولة الأولى وسرّ الميرون المقدّس

الطيبة – خاص لـ"نبض الحياة" - شهدت كنيسة المسيح الفادي في بلدة الطيبة أمس، قداسًا احتفاليًا بمناسبة المناولة الأولى وسرّ الميرون المقدّس، ترأسه سيادة المطران وليم شوملي، النائب البطريركي العام للاتين في القدس، بمشاركة الأب بشار فواضله كاهن الرعية، والأب جاك-نوبل عابد، والأب يعقوب، وعدد من الراهبات، وحضور أهالي الأطفال والأشابين والمعلمين والمرشدين، وجمع من أبناء البلدة.

المطران وليم الشوملي

عظة المطران وليم شوملي

استهل المطران شوملي عظته بتوجيه الشكر للأب بشار فواضله على خدمته "الأمينة والمخلصة"، ولجميع من أسهم في إعداد الأطفال لهذه اللحظة الروحية. ثم ركّز على سرّ القربان الأقدس، واصفًا إياه بأنه "وليمة سماوية وغذاء روحي ومعجزة دائمة"، إذ يقدّم يسوع ذاته "خبزًا حيًا في كل قدّاس، في كل كنيسة، وفي كل ساعة".

وأوضح أن القربان الأقدس لا يندمج فينا كما الطعام العادي، بل "هو الذي يحوّلنا لنصير على شبهه: أكثر محبة، وغفرانًا، وصبرًا، وأقرب إلى صورة الإنسان الكامل: يسوع المسيح".

وتوجّه إلى الأطفال ناصحًا إياهم بعدم الاكتفاء بالمناولة الأولى، بل العودة إلى المذبح دائمًا لينالوا الغذاء الروحي الذي يقدّسهم.

وعن سرّ الميرون، وصفه المطران شوملي بأنه "عنصرة صغيرة" في الرعية، حيث يحلّ الروح القدس على الأبناء ويمنحهم مواهبه السبع: "الحكمة، الفهم، المشورة، القوة، العلم، التقوى، ومخافة الله".

وسلط الضوء على موهبتي الحكمة والقوة، موضحًا أن الحكمة "أعظم من المال وأسمى من الذكاء"، تساعد على اتخاذ القرار الصحيح وتميّز مشيئة الله. أما القوة فـ"هي قوة الإرادة، والصبر، والثبات في الحق"، وهي ما يقوّي إرادتنا كما تقوي الحكمة عقلنا. وأضاف: "نحن بحاجة إلى الاثنتين لنعيش دعوتنا المسيحية".

وختم بالتبريكات قائلًا: "مبروك لكم، ولعائلاتكم، ولمرشدينكم. صلاتي أن تنموا في السن، وفي النعمة، وفي الحكمة، عند الله والناس".

الأب بشار فواضله

كلمة ترحيبية من الأب فواضله

في بداية القداس، ألقى الأب فواضله كلمة ترحيبية عبّر فيها عن فرح الرعية وشكرها لله على نعمه الغزيرة، قائلًا: "باسم رعية المسيح الفادي في الطيبة، نرفع الشكر لله على نعمه".

وأضاف أن هذا اليوم ليس عاديًا، بل هو "عيد للنهضة الروحية والرجاء"، في عام اختير ليكون "سنة للرجاء". وتابع: "نحتفل اليوم أيضًا بمرور 165 عامًا على تأسيس رعيتنا، التي كانت وستبقى منارة إيمان في قلب الأرض المقدسة"... "من قلب الطيبة دقّت أجراس المحبة منذ 165 عامًا، وما زالت شمعتها تنير الطريق مهما اشتدّت العتمة".

وخصّ في كلمته سيادة المطران الشوملي، بكلمات الشكر والترحيب، قائلاً: "نرفع أسمى آيات الترحيب والامتنان لسيادة المطران وليم شوملي، الذي يشرّفنا اليوم بحضوره الأبوي والمحب، ويبارك أبناءنا وبناتنا في هذا اليوم التاريخي من مسيرتهم الروحية."

وفي لفتة إنسانية، هنّأ الأب فواضله المطران بمناسبة عيد ميلاده الخامس والسبعين، الذي صادف الخامس عشر من أيار، قائلاً: "لقد زرعتم الرجاء في قلوبنا، وكنتم دومًا علامة حضور المسيح، الراعي الصالح، بين شعبه. ونحن اليوم لا نحتفل فقط بخدمتكم المباركة، بل نحتفل معكم بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا. نهنئكم من القلب، ونشكر الله على عطيتكم الثمينة للكنيسة، ولأبرشية القدس، ولكل أبناء شعبنا. نسأل الرب أن يغدق عليكم نعمه، ويمنحكم الصحة والعمر المديد، لتبقوا منارة للحق، صوتًا للمحبة، وأبًا حكيمًا وراعيًا أمينًا."

ودعا الأطفال المحتفلين إلى أن يعيشوا إيمانهم بفرح ومسؤولية، قائلًا: "سيروا حاملين نور المسيح، وليكن حضوركم شهادة حية لإيمانه، كما يقول الكتاب المقدس: 'أنتم نور العالم'."

توزيع الشهادات

وقبل ختام القداس، وجّه الأب فواضله كلمة شكر لجميع من أسهم في نجاح هذا اليوم، وخصّ بالشكر المطران الشوملي على حضوره ومشاركته الروحية، كما شكر الأهالي والأشابين على دعمهم لأبنائهم في مسيرتهم الإيمانية.

وتقدّم بالشكر الخاص للراهبتين رازان فراج ونيلي، والمعلمة ميرفت نبر، على جهودهن في تحضير الأطفال. وفي أجواء مفعمة بالفرح والرجاء، تم توزيع الشهادات على الأولاد والبنات الذين نالوا سرّي القربان والميرون.

تكريم المطران والأخت لوريس

واختتم القداس بتكريم المطران وليم والأخت لوريس في مناسبتين مميزتين. فقال الأب فواضله: "نحتفل اليوم أيضًا باليوبيل الماسي في الحياة الرهبانية للأخت لوريس خوري. نشكرك على محبتك وخدمتك، حضورك بيننا هو شهادة حيّة للرهبنة".

أما المناسبة الثانية فكانت تكريم المطران وليم بمناسبة بلوغه السنّ القانوني لإنهاء الخدمة الأسقفية، وفق القانون الكنسي، حيث قال الأب فواضله: "خدمتم كنيستنا ورعايانا بمحبة وأمانة. وهذه شهادة كل من عرفكم وخدم معكم".

وختم بقوله: "وباسم رعيتنا الصغيرة، نقدّم لكم عربون محبة: قطعة تراثية فلسطينية تحمل شعار أسقفيتكم. لتكون ذكرى محبة وامتنان من قلوبنا التي تقدّركم".

الطيبة تشهد قداسًا احتفاليًا بمناسبة المناولة الأولى وسرّ الميرون المقدّس

 

الطيبة تشهد قداسًا احتفاليًا بمناسبة المناولة الأولى وسرّ الميرون المقدّس
تكريم الأخت لوريس خوري بمناسبة اليوبيل الماسي في الحياة الرهبانية