Skip to main content

آخر المتحدثين بالسريانية في العراق يجهدون للحفاظ على لغة الآباء والأجداد

مسيحيو العراق

الطيبة- نبض الحياة: يتحدّث مسيحيو العراق اللغة السريانية بلهجاتها المختلفة في بيوتهم ومدارسهم منذ قرون طويلة وتحت وطأة عقود من الحروب والتهجير، باتت اللغة في خطر، لكن هناك من يسعى للحفاظ على هذا الإرث 

 تغيب الإحصاءات الدقيقة لأعداد المسيحيين في البلاد. لكن التقديرات تشير إلى أن عددهم لا يتخطى 400 ألف نسمة، من نحو مليون ونصف مليون قبل عقدين، هاجروا بفعل عشرين عامًا من الحروب والنزاعات. ويعدّ شمال العراق مركزًا مسيحيًا مهمًا، لكن هيمنة تنظيم داعش على المنطقة في العام 2014 والانتهاكات التي ارتكبها، هجرّت قرى بكاملها، فيما لجأت عائلات إلى إقليم كردستان وأخرى هاجرت إلى أوروبا أو كندا.

تعود أولى الكتابات السريانية إلى القرن الأول والثاني قبل الميلاد حيث بلغت اللغة السريانية ذروتها بين القرنين الخامس والسابع بعد الميلاد. ولم تقتصر على الكتب الدينية، بل كانت لغة التعاملات الحكومية والفلسفة والعلوم والأدب. وفي ظل تقدّم اللغة العربية في المنطقة، تراجع استخدام السريانية منذ القرن الحادي عشر، لكنها لم تندثر تمامًا.

في عام 2014، قبل عشرة أيام من وصول تنظيم الدول الإسلامية (المعروف إعلاميًا باسم داعش)، أخرج رئيس أساقفة الموصل للكلدان المطران ميخائيل نجيب كنزًا لا يقدّر بثمن من المدينة مخطوطات سريانية عمرها مئات السنين ويحفظ اليوم 1700 مخطوط ونحو 1400 كتاب في مركز المخطوطات الشرقية الرقمي في أربيل. ويشرح المطران نجيب أن المركز يجمع هذا التراث سواء كان مخطوطًا أو مطبوعًا أو مكتوبًا. ويتم تنظيفه وتهيئته للتصوير الرقمي، فضلاً عن ترميم المخطوطات القديمة وحفظها

إلى ذلك، هناك أكثر من 8500 مخطوط رقمي صورت وأعيدت إلى أصحابها،غالبيتها سريانية.

يحظى مركز المخطوطات الشرقية بدعم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ومن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس إيد) والرهبنة الدومينيكانية ،يهدف المركز إلى حفظ التراث وديمومته ووضعه بين أيدي الباحثين ليستفيدوا منه في بحوثهم وأطروحاتهم

أحرق تنظيم الدولة الإسلامية مكتبة احد مدرسي اللغة السريانية في أقدم البلدان المسيحية في شمال العراق، والتي كانت تضم نحو ألف كتابة نصفها سريانية.