تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

زيتٌ برائحة أرز لبنان في نابولي بشفاعة القدّيس شربل

مار شربل

نابولي - مع ما يزيد عن 29 ألف أعجوبة موثّقة، يُعَدّ القدّيس شربل من أكثر القدّيسين الذين ارتبطت أسماؤهم بالمعجزات في تاريخ الكنيسة، بعد مريم العذراء. من جبال لبنان التي احتضنته ناسكًا صامتًا، إلى أقاصي العالم حيث لا تزال نعمه تُدهش المؤمنين، يتواصل حضوره العجائبيّ عبر الأزمان والبلدان. وآخِر معجزاته سجلَ في مدينة نابولي الإيطالية.

في الرابع والعشرين من يوليو/تمّوز المنصرم، وفي إطار الاحتفال بذكراه الليتورجيّة، ترأّسَ المونسنيور باسكواله سيلفستري، خادم رعيّة كنيسة القدّيس فرناندو، قدّاسًا احتفاليًّا على نيّة القدّيس شربل، بحضور أكثر من 500 شخص، بينهم عدد من المرضى. وفي ختام القدّاس، مسح الكاهن المؤمنين بزيت مبارك أُرسِل خصّيصًا من الكوريا المارونيّة في روما لهذه المناسبة. عندها، حصَلَ ما لم يكن في الحسبان.

قال الكاهن في رسالة وجَّهها في 27 يوليو/تمّوز إلى الأب إلياس حمّوري، المفوَّض السابق لقضيّة تقديس شربل: «لم أتوقّع هذا العدد الكبير من الحاضرين، وبدأ الزيت يُشارف الانتهاء. شعرتُ بخوف من ألّا أتمكَّن من مسح الجميع». ومع ذلك، استطاع مسح المرضى كلّهم، حتّى فرغت القنّينة. وأضاف: «في النهاية، أغلقتُ القنّينة وأعدتُها إلى علبتها، لكن عندما وضعتُها في الخزنة لاحقًا، اكتشفتُ أنّها امتلأت مجدّدًا. لم أصدِّق ما رأيتُه».

وفي اليوم التالي، في 25 يوليو/تمّوز، زار الكنيسة وفد من الحجّاج اللبنانيّين، وطلبوا من الكاهن أن يَشُمَّ الزيت، وقالوا فورًا إنّ رائحته تفوح بعطر أرز لبنان، أحد رموز الوطن الأمّ للقدّيس شربل. وأضاف الكاهن النابوليتانيّ: «الزيتُ معطّر، وهذا أمر يبدو مستحيلًا».

لكنّ الأعجوبة لم تقتصر على الزيت. ففي صباح اليوم نفسه، أتت شابّة من أبناء الرعيّة تبلغ نحو عشرين عامًا، وأخبَرَته أنّها شُفيت في ذلك الصباح من ورم خبيث في الثدي، بعدما أكّد لها أطبّاء سابقًا أنّ حالتها ميؤوس منها.

ومنذ ذلك الحين، بدأ المؤمنون يروون شهاداتهم عن شفاءات جسديّة ونفسيّة بعد مشاركتهم في القدّاس. يقول الكاهن: «وَصَلتني خمس أو ستّ روايات مماثلة، وطلبتُ من أصحابها أن يكتبوها بالتفصيل».

في نابولي كما في عنّايا، حضور شربل لا تَحدُّه الجغرافيا. فحيث يُذكر اسمه، تُزرع بذور الرجاء. وحين يُدهَن زيتٌ باسمه، تُفتح كوى السماء. شربل طبيبٌ لا يكتب وصفاته بِحبر، بل بالدموع وبصمت الركوع وبعطر أرزة لبنان التي لا تعرف الذبول.

المصدر: رومي الهبر / آسي مينا