
عمّان - جورجينا حبابة - اسي مينا - برَزَ اسم المملكة الأردنيّة الهاشميّة بوصفها مقصدًا رئيسًا وملاذًا آمنًا لكثيرٍ من العراقيّين، ولا سيّما المسيحيّين، بالتزامن مع اشتعال أزمة الاحتلال الداعشيّ للموصل وبلدات سهل نينوى عام 2014، فغَدَت عمّان ملجأ الفارّين من بطش التنظيم الإرهابيّ وقسوة التهجير القسريّ.
رحّبت المملكة، ملكًا وحكومةً وشعبًا، بهؤلاء وفتحت أبواب أديرتها وكنائسها لإسكانهم، ووفّرت بمبادرةٍ ملكيّة رحلات طيران مجّانيّة أقلّتهم من العراق، حسبما بيّنَ الخورأسقف زيد حبّابه، النائب البطريركيّ الكلدانيّ في الأردن، في حديثه، قائلًا إنّ المملكة «منحت باستقبالها المبكر والدافئ الأمانَ والاستقرار لمَن كانوا في أمسّ الحاجة إليه».واستدرك موضحًا أنّ «الطلائع الأولى لقاصدي الأردن من مسيحيّي العراق تعود إلى مطلع التسعينيّات من القرن المنصرم، إثر حرب الخليج الثانية ومعاناتهم جرائرَ الحصار الاقتصاديّ، فكانت المملكة محطّةً موقّتة لبعضهم على طريق الهجرة ومُستَقرًّا لبعضٍ آخَر».
أوضاع مسيحيّي العراق في الأردن
لا تتوفّر إحصاءات رسميّة حديثة عن عدد المسيحيّين العراقيين في الأردن، ولا سيّما بعد توقّف مفوّضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن تسجيل الوافدين في سجلّاتها منذ جائحة كورونا مطلع 2020. لكنّ تقديرات غير رسمية أحصتهم بقرابة عشرة آلاف في أوج صعود تنظيم داعش.
جُلّ الذين اتّخذوا الأردن محطّةً انتقاليّة للهجرة، غادروا إلى المهجر في أميركا وأستراليا وكندا وسواها، لكنّ كثيرين ما زالوا ينتظرون، مع توقّف معاملات اللجوء عبر الأمم المتّحدة، وربّما تَعوزُهم الأموال لسلوك طرق الهجرة الأخرى المُتَيسّرة، والمؤسف أنّ بعضهم ينتظر منذ 2014.
جهود تستحقّ الإشادة
ونوّه حبّابه بدعم مؤسّساتٍ عدّة لرعيّته مادّيًّا ومعنويًّا في أوج أزمة 2014، وبمبادرات منظّمتَي كاريتاس والبعثة البابويّة، فضلًا عن البطريركيّة الكلدانيّة، وأبرشيّة مار توما الرسول الكلدانيّة في ميشيغان الأميركيّة وبعض المُحسنين المقيمين في الأردن. وقال: «بفضلهم تمكّنّا حينها من مساعدة مرضى كُثُر ووفّرنا سلّاتٍ غذائيّة ومعوناتٍ ماليّة لمحتاجيها».وأشاد بمجلس أساقفة إيطاليا الذي وفّر دعمًا سخيًّا مكَّنَ جميع الطلّاب المسيحيّين العراقيّين اللاجئين من مواصلة دراستهم في مدارس خاصّة أسوة بالطلبة الأردنيّين، مدّة ثلاث سنين منذ 2015.