
روما - السجل الوطني الكاثوليكي - لم يركّز البابا الراحل فرنسيس على المسائل الخارجيّة المتعلّقة بالكنيسة فحسب، بل بذل جهودًا صارمة لإصلاح الهيكليّات الكاثوليكيّة الداخليّة، وأراد أن يُحرّرها ممّا يثقل كاهلها كي تفكّر أكثر بالرسالة والخدمة.
منذ بداية حبريّته، عيَّنَ فرنسيس مجلس كرادلة كي يُقدّم إليه المشورة بشأن إصلاح الكنيسة والكوريا الرومانيّة. وبلغت جهود فرنسيس ذروتها في مارس/آذار 2022 عند إصدار دستور رسوليّ جديد للكرسيّ الرسوليّ بعنوان "أعلنوا البشارة"
تباعت الدستور الجديد
وبموجب القوانين الجديدة، سُمِح للعلمانيين المعمدين بترؤس دوائر أو أقسام فاتيكانية. كما أعطى الدستور الجديد حيزاً أكبر للتركيز على التبشير، فدُمِجَت دائرة تبشير الشعوب العائدة إلى العام 1622، مع المجلس البابوي لتعزيز أسلوب التبشير الجديد الذي أنشأه البابا بنديكتوس السادس عشر عام 2010. وسُميت الهيئة الجديدة دائرة التبشير، ويرأسها البابا مباشرةً. وبذلك، تفوقت الجديدة على صدارة دائرة عقيدة الإيمان التاريخية في رُتَب المؤسسات الفاتيكانية.
وتناول البابا بعض الشؤون المالية في الفاتيكان، حتّى في فترات طغيان الفضائح المستمرّة على التقدّم المُحرَز. وقد أُشير إلى البابا في قضيّة غشّ أدت إلى محاكمة أحد أقرب معاونيه، الكاردينال أنجلو بيتشو الذي أُدين عام 2023 بتهمة سوء السلوك الماليّ.
لجنة لحماية القاصرين
كما أجرى البابا سلسلة إصلاحات متعلّقة بآفّة الاعتداء الجنسيّ على يد الإكليروس. فمنذ العام 2014، أنشأ اللجنة البابويّة لحماية القاصرين برئاسة الكاردينال شون أومالي الذي كان أيضًا عضوًا في مجلس الكرادلة الاستشاريّ.
وعقَدَ قمّة عالميّة في الفاتيكان سنة 2019 تناولت مسألة الاعتداء الجنسيّ. وبفضل هذا الحدث، صدرت إرشادات جديدة بعنوان: "أنتم نور العالم" هدفت إلى تعزيز الأحكام الخاصّة بإحالة الكهنة المُعتدِين إلى العدالة ومحاسبة الأساقفة على تصرّفهم في مواجهة مزاعم الاعتداءات الجنسيّة.
انتقادات لأسلوبه
وعلى الرغم من كلّ ذلك، انتُقِدَ الأب الأقدس بسبب اعتماد أسلوب استندَ أحيانًا كثيرة على حدسه بدلًا من الإجراءات المعمول بها ومالَ إلى إبقاء عمليّات صنع القرار بين يديه. فنتجت من هذا النمط جوانب غامضة في مواجهته آفّة الاعتداء الجنسيّ.
ووصلت الانتقادات التي طالت أسلوبه في مواجهة أزمة الاعتداء الجنسيّ إلى مستوى جسيمٍ جديد عام 2018. فقد اتَّهمَ النائب الرسوليّ السابق للولايات المتحدة، رئيس الأساقفة كارلو ماريا فيغانو، البابا فرنسيس بالإهمال في التعامل مع مزاعم سوء سلوك جنسيّ تورّط فيها الكاردينال الأميركي ثيودور مكاريك. ودعا فيغانو البابا إلى الاستقالة.
المصدر: آسي مينا