تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

في لقاء نظمته "عمل الشرق" حول غزة: الأب بشار فواضله يسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين ويؤكد أهمية صمود المسيحيين في الأرض المقدسة

بشار

فرنسا – نبض الحياة - نظّمت منظمة "عمل الشرق" (L’Œuvre d’Orient) الفرنسية لقاءً افتراضيًا عبر الفيديو، خصصته لمتابعة الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة في ظل الحرب المستمرة. وكان من المفترض أن يُشارك في اللقاء الأب جبرائيل رومانيلي، كاهن رعية العائلة المقدسة في غزة، إلا أن انقطاع الاتصالات والإنترنت حال دون مداخلته المباشرة من داخل القطاع المحاصر.
وفي هذا السياق، قدّم الأب بشار فواضله، كاهن رعية المسيح الفادي في بلدة الطيبة – البلدة المسيحية الوحيدة في فلسطين – مداخلة من فرنسا حيث يتواجد في زيارة رسمية، ناقلًا صورة شاملة عن الواقع المعيشي الصعب الذي يواجهه الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، مسلمون ومسيحيون على حد سواء.
وأوضح الأب فواضله أن الشعب الفلسطيني يرزح تحت وطأة أوضاع أمنية واقتصادية خانقة، تتمثل في فقدان الأمن، وغياب الأفق الاقتصادي، وتقييد حرية الحركة، ومصادرة الأراضي، والضغوط النفسية والاجتماعية اليومية التي تثقل كاهل العائلات، وخاصة الشباب.
وقال: "ما نعيشه ليس مجرد أزمة آنية، بل واقع طويل الأمد من المعاناة اليومية. هناك وجع حقيقي، هناك أمهات تبكي، وعائلات مهددة بالرحيل، وشباب يفقدون الأمل. لكن في وسط كل هذا الألم، نحن نحمل الرجاء، ونتشبث بالإيمان."
وأكد الأب فواضله أن الحضور المسيحي في الأرض المقدسة ليس حضورًا رمزيًا أو تاريخيًا فحسب، بل هو شهادة حياة ورسالة رجاء. وأضاف: "وجودنا المسيحي هنا هو مسؤولية. نحن لا نعيش فقط من أجل البقاء، بل لنكون نورًا وسط العتمة، وشاهدين على حضور الله في أرضه."
كما عرض بعض المبادرات التي تقوم بها رعية الطيبة، وهي البلدة المسيحية الوحيدة في فلسطين، لدعم أبناءها وتعزيز صمودهم، خصوصًا فئة الشباب، مثل الأنشطة الرعوية والبرامج التربوية والاقتصادية، وخلق فرص عمل التي تهدف إلى تخفيف الضغوط ودعم البقاء.
وأضاف: "نحن لا نقدّم فقط مساعدات مادية، بل نرافق الناس روحيًا، ونعيش معهم الألم. الكنيسة هنا هي بيت الرجاء. كل بيت مسيحي يُطفأ في الأرض المقدسة، هو شمعة تُطفأ من نور الإنجيل في أرضه."
وشكر الأب فواضله منظمة "عمل الشرق" وجميع المؤسسات والكنائس الداعمة، مشددًا على أن هذا الدعم المعنوي والروحي والمادي هو عنصر أساسي في صمود المسيحيين في فلسطين، وقال: "لولا وقوفكم معنا، لما استطعنا أن نكمل الطريق. أنتم شركاؤنا في هذه الرسالة، ودعمكم لا يُقدَّر بثمن. من هنا نرفع صوتنا لنقول: لسنا وحدنا، وأنتم الرجاء الذي يصلنا من بعيد."
وختم بالقول: "نحن شعب نحب الحياة، نحب السلام، ونصلي من أجل العدالة والكرامة لجميع أبناء هذه الأرض. رسالتنا أن نبقى، لا انتقامًا ولا تحدّيًا، بل وفاءً للإنجيل، وللأرض التي تقدست بحضور المسيح."
تجدر الإشارة إلى أن منظمة "عمل الشرق "تعمل في 23 دولة، منها بلدان في الشرق الأوسط وشرق أوروبا وقرن إفريقيا والهند، وتُعنى بدعم الحضور المسيحي من خلال التعليم، والرعاية الصحية، والمرافقة الرعوية، وحماية التراث الثقافي والروحي، خاصة في مناطق النزاع.