تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

فرح في الفاتيكان... البابا لاون يعلن قداسة أكوتيس وفراسّاتي

الفاتيكان

روما احتشد عشرات آلاف المؤمنين صباح أمس في ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة للمشاركة في قدّاس إعلان قداسة كارلو أكوتيس وبيير جورجيو فراسّاتي. 

بوجوه مبتسمة وقلوب مهلِّلة، دخل الساحة حجّاج قادمون من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في الحدث الذي ترأسه البابا لاوون الرابع عشر. وعند وصول الأب الأقدس لتحيّتهم، علا تصفيق حارّ ترحيبًا به. 

الخطر الأكبر

هو أوّل احتفال إعلان قداسة منذ بدء حبريّة لاون في مايو/أيار الماضي، ويتزامن مع الأحد الـ23 من الزمن العادي في الطقس اللاتيني. وفي عظته، تحدّث البابا عن سؤال سفر الحكمة: «من كان ليتعرّف إلى مشيئتك، لو لم تُعطه الحكمة، ولو لم تُرسل روحك القدوس من العُلا؟» (9: 17). وأعلن أنّ الخطر الأكبر في الحياة هو هدرها خارج مشروع الله. 

وربط الحبر الأعظم الإنجيل بهذا الموضوع. فتوقّف على كلمات المسيح: «من لا يحمل صليبه ويتبعني، لا يقدر أن يكون لي تلميذًا» (لوقا 14: 27)، و«كلّ واحد منكم لا يتخلَّى عن جميع أمواله لا يستطيع أن يكون لي تلميذًا» (لوقا 14: 33). ورأى أنّ يسوع يدعونا إلى السير في مغامرته بلا تردّد. 

وأعطى الحبر الأعظم مَثَل القديس فرنسيس الأسيزي، الشاب الطامح إلى المجد، المتجرّد من كلّ شي للسير على درب القداسة. وأضاف أنّ القديس أغسطينوس سمع، في «عقدة حياته المعقّدة والمتشابكة»، صوتًا داخليًّا يقول: «أريدك أنت»، فأعطاه الله بذلك وجهة جديدة.

مثَل القدّيسَين الجديدَين

قدّم لاون مثَل فراسّاتي وأكوتيس، الشاهدَيْن اللذين أحبّا المسيح ومنحاه كلّ شيء. وشرح أنّ فراسّاتي، المنخرط في العمل الكاثوليكي والرهبنة الثالثة الدومينيكانيّة، عاش مسيحيّته في معونة الفقراء والصلاة والصداقة، فصار نورًا للروحانيّة العلمانيّة. 

أمّا كارلو فوجد المسيح في عائلته. واقتبس من أقواله عن الإفخارستيا: «أمام الشمس يسمرّ الجسد. وأمام الإفخارستيا نصبح قديسين»، و«الحزن هو النظر إلى الذات أمّا الفرح فهو النظر إلى الله».

وتوقّف لاون على تقرّب القدّيسَين بشكل متكرّر من سرّ الاعتراف وعيشهما إكرامًا خاصًّا للعذراء مريم والقدّيسين. وشدّد على أنّ شهادة القدّيسَين دعوة إلى كلّ واحد منّا، خصوصًا الشبيبة، لعدم هدر الحياة بل توجيهها نحو العلا وجعلها عملًا عظيمًا. ففي قول أكوتيس: «لا أنا، بل الله»، وقول فراسّاتي: «إن كان الله محور جميع أعمالك تصل إلى النهاية»، نجد الدرب للوصول إلى القداسة، وفق البابا. 

المصدر: الياس الترك، آسي مينا.