
منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخول الكاهن الكاثوليكي الإيطالي ناندينو كابوفيلا، يوم الإثنين، عبر مطار بن غوريون، قبيل انطلاقه في حج إلى بيت لحم، وذلك بحجة "اعتبارات السلامة والنظام العام"، وفق ما ذكرت مجلة Famiglia Cristiana الإيطالية.
كابوفيلا، البالغ من العمر 63 عامًا، وينحدر من مدينة مارغيرا قرب البندقية، شغل سابقًا منصب المنسق الوطني لمنظمة Pax Christi Italia. وصل إلى مطار بن غوريون ضمن مجموعة تضم 15 حاجًا، بقيادة المطران جيوفاني ريتشيوتي، رئيس المنظمة. وكانت وجهة المجموعة القدس لزيارة المواقع المسيحية المقدسة، مع برنامج يشمل زيارة بيت لحم وبلدة الطيبة في محافظة رام الله.
وعند وصوله، تم احتجاز كابوفيلا لمدة سبع ساعات قبل تسليمه وثيقة رسمية تفيد بمنع دخوله. وبعد ذلك، أعادت السلطات إليه أغراضه الشخصية وهاتفه المحمول، ورحّلته إلى اليونان. ويُعرف المطران ريتشيوتي، الذي قاد هذه الرحلة، بدفاعه القوي عن مبدأ اللاعنف وانتقاده لتوجهات العسكرة الأوروبية. وتُعد Pax Christi، التي اعترف بها البابا بيوس الثاني عشر عام 1952، حركة عالمية تنشط من أجل السلام وحقوق الإنسان ونزع السلاح.ناقد صريح لـ "إسرائيل"
يُعرف كابوفيلا بانتقاداته الشديدة لسياسات "إسرائيل" ضد الفلسطينيين، وقد اتهمها مرارًا بارتكاب إبادة جماعية في غزة، ووثّق شهادات مباشرة من سكان القطاع في كتاباته. كما نشر مرارًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي منشورات تندد بـ"الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني".
وفي كتابه عن الحياة في غزة، وصف الفلسطينيين بأنهم "ينجون من مجزرة"، ودعا العالم إلى الشهادة على ما يجري قبل أن "تتفكك إنسانية العقل البشري". هذه المواقف جعلته من أبرز الأصوات الدينية الأوروبية التي تتحدى علنًا ما يسميه بـ"جرائم الحرب الإسرائيلية".
تمتلك "إسرائيل" بموجب "قانون الدخول إلى إسرائيل" صلاحيات واسعة لرفض دخول الأجانب إلى الأراضي المحتلة بذريعة "المخاطر الأمنية"، بما في ذلك من تتهمهم بدعم حملات المقاطعة. وخلال السنوات الأخيرة، استُخدمت هذه الصلاحيات ضد نشطاء، وعاملين في منظمات غير حكومية، وبرلمانيين، وحتى شخصيات يهودية ناقدة لـ"إسرائيل".
تأتي قضية كابوفيلا في وقت تشهد فيه العلاقات الإيطالية-الإسرائيلية تدهورًا على خلفية الحرب على غزة، حيث اتهم وزير الدفاع الإيطالي، غويدو كروسيتو، "إسرائيل" بأنها "فقدت عقلها وإنسانيتها"، ولوّح بإمكانية فرض عقوبات. كما علّقت عدة أقاليم إيطالية، بينها بوليا وإيميليا-رومانيا وتوسكانا، تعاونها مع "إسرائيل" بسبب ما ارتكبته من جرائم حرب في غزة.