
روما – تحدث أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، على هامش فعالية في مستشفى الطفل يسوع (Bambino Gesù) في روما، مجدداً موقف الكرسي الرسولي الداعي إلى إنهاء الحروب وإيجاد حلول سلمية توقف نزيف الدماء في غزة وأوكرانيا.
منذ بداية الأزمة في قطاع غزة، وجّه الفاتيكان نداءات متكررة لوقف إطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وبدء مفاوضات بنّاءة. غير أنّ هذه النداءات، بحسب بارولين، ما زالت تصطدم بالصمت، بينما الواقع يُظهر أنه "لا يوجد حوار في الوقت الراهن" رغم تقارير المجازر اليومية.
وخلال زيارته أمس الجمعة 5 أيلول/سبتمبر إلى مستشفى الطفل يسوع، حيث بارك صورة الطوباوي بير جورجيو فراسّاتي الذي سيُعلن قديساً يوم الأحد 7 أيلول إلى جانب كارلو أكوتيس، أجاب الكاردينال عن أسئلة الصحفي الإيطالي دانييلي روكّي من وكالة "سير" حول إصرار البابا المتكرر على الدعوة إلى استئناف الحوار كسبيل وحيد للخروج من "الوضع المأساوي في غزة". وقال بارولين: "صوتنا ما زال مرفوعاً، وقد عبّرنا عنه أمس بشكل مباشر مع رئيس إسرائيل. نأمل أن يكون لصوتنا، المتحد مع صوت المجتمع الدولي، أثر ملموس".
وتطرق بارولين إلى أوضاع الأهالي في غزة، مشيراً بشكل خاص إلى رعية كنيسة العائلة المقدسة التي تؤوي مئات النازحين منذ اندلاع القتال. وأعرب عن قلقه البالغ تجاه من لجأوا إليها، موضحاً أنّ "بينهم أشخاصاً من ذوي الإعاقة لا يمكن نقلهم إلى أماكن أخرى"، وأضاف: "نأمل أن يتم احترام من قرروا البقاء هناك لعدم قدرتهم على المغادرة، وأن يُسمع هذا النداء لحمايتهم وصون حياتهم".
أما في ما يتعلق بجبهة الحرب في أوروبا، فقد شدّد أمين سر دولة الفاتيكان على الموقف الثابت حيال أوكرانيا، قائلاً إن "الحل يظل عبر إطلاق حوار"، مذكّراً بأن البابا لاوون الرابع عشر عرض في وقت سابق استضافة هذه المفاوضات في الفاتيكان. وختم بارولين بالقول إنّ ذلك يعكس "استعداداً كبيراً للمساعدة في إيجاد جميع السبل الكفيلة بوقف هذه المجازر".