Skip to main content

" فخاصَم اليَهودُ بَعضُهم بَعضًا وقالوا: كَيفَ يَستَطيعُ هذا أَن يُعطِيَنا جَسَده لِنأكُلَه؟ ما معنى هذه الآية؟

الجسد

بيرزيت - الأب لويس حزبون - يتضمن هذا السُّؤال نبرة من الاستهزاء والسُّخرية بكلام يسوع، لأنَّ هذا الأمر هو مخالف للشَّريعة، إذ أنَّ الشَّريعة الموسوية تحرم شرب الدَمَ كما امر الرَّبّ موسى: "أَنقَلِبُ على آكِلِ الدَّمِ وأَفصِلُه مِن وَسْطِ شَعْبِه. لأَنَّ نَفْسَ الجَسَدِ هي في الدَّم، وأَنا جَعَلتُه لَكم على المَذبَحِ لِيُكَفَّرَ بِه عن نُفوسِكُم، لأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عنِ النَّفْس" (الأحبار 17: 10-11).

ويُعلق القديس كيرلس الكبير مُندهشا "اليهود الذين آمنوا أنَّه بأكلِ لحم خروف الفصح وبنضحِ دَمَه على الأبواب يهرب الموتُ منهم، ويُحسبون نفسهم مُقدَّسين، ولن يعبر بهم المُهلك، وكيف لا يؤمنون بأن تناول جَسَد حمل الله ودَمَه يهبهم الحَياة الأَبدِيَّة؟".

ولذلك فإن سبب جدال اليهود ومنازعتهم هو عدم الإيمان، كما يقول أشعيا "إن كنتم لا تؤمنون فلن تفهموا"(أشعيا 7: 9).

لهذا كان من الصَّواب أن يتأصل فيهم الإيمان أولا، ثم يأتي بعد ذلك الفهم للأمور التي يجهلونها.

استخدم بولس الرَّسول تعبير الجَسَد والدَمَ في حديثه عن التناول: "أَنَّ الرَّبَّ يسوع في اللَّيلَةِ الَّتي أسلِمَ فيها أخَذَ خُبْزًا وشَكَرَ، ثُمَّ كَسَرَه وقال: ((هذا هو جَسَدي، إِنَّه مِن أَجْلِكُم. اِصنَعوا هذا لِذِكْري)). وصَنَعَ مِثلَ ذلكَ على الكَأسِ بَعدَ العَشاءِ وقال: ((هذه الكَأسُ هي العَهْدُ الجَديدُ بِدَمي. كُلُّمَا شَرِبتُم فاصنَعوه لِذِكْري" (1 قورنتس11: 23-26).