
عاد راينهارد باكس، رئيس برامج الشرق الأدنى في مؤسسة "عون الكنيسة المحتاجة"، من زيارته الأخيرة إلى الأرض المقدسة، حاملاً معه صورة قاتمة عن وضع المسيحيين في المنطقة. الحرب المدمرة في غزة والتوتر المتزايد بين الفلسطينيين والإسرائيليين وضع المجتمعات المسيحية في القدس الشرقية والضفة الغربية في حالة يأس.
وفي مقابلة مع رابطة الكنائس المسيحية، أكد باكس على أهمية رسالة السلام المسيحية والحاجة الملحة للمساعدة لضمان بقاء المسيحيين. خلال زيارته، التقى باكس مع الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، وممثلين مسيحيين آخرين من الأرثوذكس والكاثوليك، بالإضافة إلى الشباب المحليين الذين يعانون بشكل مباشر من تداعيات الصراع.
قال باكس: "لقد أدت الحرب إلى تفاقم الانقسام وانعدام الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وزادت التوترات الداخلية بين المسيحيين الذين يتحدثون العبرية والعربية". وأضاف أن رسالة "السلام والمصالحة" المسيحية أصبحت "أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى"، على الرغم من "الصعوبات الواضحة على الطريق نحو حوار هادف ودائم".
وفيما يتعلق بالتركيبة السكانية المسيحية، أوضح باكس أن البعض يغادر المنطقة بسبب الصراع، بينما هناك تدفق للمهاجرين المسيحيين، معظمهم من الفلبين والهند، الذين يأتون لسد النقص في الموظفين الشباب في إسرائيل. ومع ذلك، يواجه هذا التدفق تحديات قانونية وإقامة، مما يعرض استقراره على المدى الطويل للخطر.
وأضاف: وضع المسيحيين في الأراضي المقدسة حرج، مع تزايد التحديات بسبب الصراع وعدم الاستقرار الاقتصادي. على الرغم من الصعوبات، تواصل منظمة "عون الكنيسة المحتاجة" تقديم الدعم الحيوي لهذه المجتمعات، مؤكدة على الحاجة إلى المساعدة المستمرة ماديًا وروحيًا. منذ بداية الصراع، قدمت المؤسسة البابوية مساعدات طارئة بقيمة 700 ألف يورو، بهدف الحفاظ على دعم الحياة للمسيحيين في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك المساعدات الغذائية والصحية. بالإضافة إلى ذلك، تتعاون مع المبادرات المحلية لخلق فرص العمل وتنشيط الاقتصاد المحلي، خاصة في القطاعات المعتمدة على السياحة.
المصدر: وكالة الأنباء المسيحية الكاتالونية "Flama"