Skip to main content

كيف تساعد الكنيسة في العراق أبناءها المحتاجين؟

اسي مينا

البصرة - جورجينا حبابة - آسي مينا - بعد سلسلة حروب وأزمات عاناها العراق على مدى عقود، تغيّرت الأحوال الاقتصاديّة لكثيرين  من أبنائه عمومًا، ومسيحيّيه خصوصًا، لا سيّما بعد أحداث تنظيم داعش وتهجيرهم القسريّ من أرض آبائهم وأجدادهم. اليوم، بعد عشر سنوات على التهجير، كيف هي أحوال الصامدين المعيشيّة؟ وكيف تساعد الكنيسة أبناءها المحتاجين؟

يعتقد المطران حبيب هرمز راعي أبرشيّة البصرة الكلدانيّة أنّ 40% من أبناء رعيّته يحتاجون إلى المساعدة. وتسعى الأبرشيّة عبر وارداتها، إلى إعانة الأرامل والمرضى والأشخاص المعوّقين جسديًّا. وتسهم في أجور نقل الطلبة ومساكنهم.

وأضاف هرمز: «بنَينا "دار الرحمة الإلهية" لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة. وشيّدنا شققًا على أرضٍ تعود للكنيسة، وجهّزنا كرفانات على أخرى، لتوفّر المسكن لمحتاجيه بأجورٍ رمزيّة. ولدينا قرابة 100 عائلة مسلمة تسكن عقارات الكنيسة بشكل شبه مجّانيّ».

وتابع: «بادرت بعض المنظمّات الإنسانيّة إلى دعمنا لفترةٍ محدودة، ونبادر دائمًا إلى مساعدة الأبرشيّات الكلدانيّة الأخرى، ونخصّص مبالغ أخرى لحاجات كنائس خارج أبرشيّتنا قدر مستطاعنا».

بين العائدين إلى بغديدا، هناك عائلات متعفّفة تزداد أعدادها مع استشراء الغلاء وارتفاع أسعار صرف الدولار محلّيًّا، ما تسبّب في إغلاق محالّ ومصادر رزقٍ لكثيرين، فغدت عائلات عدة تحت خطّ الفقر، كما شرح الأب بشار كذيا مرشد أخويّة مار يوسف الخيريّة.

وأردف كذيا أنّ أبرشية الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك تسعى عبر هذه الأخويّة إلى مساعدة العائلات المحتاجة وتجتهد خصوصًا لتوفير المسكن اللائق، عبر إسكانهم في مجمّع تابع للكنيسة بأجور رمزيّة، يُعفَون منها أحيانًا. وتُخصَّص مبالغ لدعم عائلاتٍ أخرى لتتمكّن من دفع أجرة مساكنها.

كما توفّر الأخويّة دورات تقوية مجّانيّة لطلبة المدارس تحتضنها دار مار بولس للخدمات الكنسيّة في بغديدا، تساعدهم على استكمال تعليمهم والتفوّق فيه. وتقدّم أيضًا مساعداتٍ عينيّة للعائلات المتعفّفة خصوصًا الأرامل والمصابين بأمراض مستعصية أو المحتاجين إلى عملياتٍ جراحيّة كبرى، بحسب كذيا.

وشدّد كذيا على تسخير الجمعيّة إمكانيّاتها كافّة لتمكين أبناء الأبرشيّة اليوم من الثبات في أرض الآباء والأجداد، وعدم اختيار الهجرة بفعل قسوة الظروف المعيشيّة. بدوره، أكّد هرمز السعي في المسار عينه، واستدرك: «بعض العائلات محدودة الدخل لا تسعفها إمكانيّاتها المادّية لاتّخاذ قرار  السفر، وربما لو كانت متمكّنة لهاجرت فعلًا».