
القدس - في ظل استمرار الحرب في غزة، وتدهور الأوضاع في الضفة الغربية، وتصاعد التوترات على الحدود الشمالية مع لبنان، وصل مؤخرًا وفد رفيع المستوى من مجلس الأساقفة الإيطاليين وكاريتاس إيطاليا إلى الأرض المقدسة.
ضم الوفد الأب جبرائيل بيبيانتو، مدير مكتب مجلس الأساقفة الإيطاليين للتضامن العالمي، والأب ماركو بانييلو، مدير كاريتاس إيطاليا. هؤلاء القادة الروحيون، الذين يقفون خلف نداء الطوارئ الذي أطلقته كاريتاس القدس بعد السابع من أكتوبر، جاءوا ليعبروا عن تضامنهم مع المتضررين من الحرب والفئات المهمشة، وليعززوا التعاون الأخوي من أجل خير الإنسان، كل إنسان.
وقال الأب بيبيانتو: “لقد أتيت وأرسلت من قبل أساقفة إيطاليا وذلك من أجل إعطاء علامة للتضامن مع الأرض المقدسة. ما شدني بالطبع هو معاناة الناس، الناس هنا يعانون حقًا، حتى أولئك الذين لم يتأثروا بشكل مباشر من الحرب، لكنها تكتنفهم بطريقة ما. هناك شعور عام بعدم الأمان والخوف.”
واعتبر الأب بانييلو الزيارة إلى القدس فرصة لكاريتاس إيطاليا للاستماع إلى واقع نتابعه من بعيد. واقع يخبرنا عن تعقيدات كبيرة، وجهد كبير، ولكنه يخبرنا أيضًا عن علامات أمل صغيرة وكبيرة. وتابع: “نرغب في الوقوف إلى جانب كاريتاس القدس لخلق المزيد من علامات الأمل. أولاً وقبل كل شيء دعونا نفكر في غزة، ثم بتعزيز عمل الرعايا هنا في بيت لحم، والقدس، التي تعاني أيضًا من صعوبات بسبب الصراع الأخير. دعونا نفكر بأولئك الذين فقدوا وظائفهم، بأولئك الذين لا يستطيعون اليوم أن يعيشوا حياتهم بكرامة. أولئك الذين، كما حدث في زمن كوفيد، لم يعد لديهم شكل من أشكال العيش.”
وحملت هذه الزيارة في طياتها أهمية كبيرة، حيث استطاع الوفد الإيطالي أن يقف عن كثب على الجهود المبذولة من قبل كاريتاس القدس في المنطقة، وكيف تؤثر هذه المشاريع الاجتماعية على حياة الناس المتضررين. وكان لقاؤهم مع وزير السياحة والآثار، هاني الحايك، فرصة لبحث سبل التعاون المشترك وتطوير المشاريع الإنسانية. كما التقى الوفد ببطريرك القدس للاتين، الكاردينال بيير باتيستا بيتسابالا، الذي عكس أهمية الجهود والعمل الذي تقوم به البطريركية اللاتينية لتعزيز سبل السلام والعدالة في المنطقة.![]()
من جانبه، أوضح أنطون أصفر، الأمين العام لمؤسسة كاريتاس القدس، أن الوفد قام بزيارة العديد من مشاريع وبرامج كاريتاس القدس، واطلعوا على معاناة المجتمع المحلي داخل البلدة القديمة في القدس، وارتفاع معدل البطالة في البلدة القديمة وفي جميع أنحاء الضفة الغربية. وقال: “إنها علامة على التضامن الكبير للكنيسة الكاثوليكية في إيطاليا مع الأرض المقدسة خلال هذا الوقت العصيب. ما جمعهم هو نقل رسالة، وهي رسالة مهمة، أنهم معنا، وأيضًا رسالة سلام وزرع بذور الأمل الذي فقدناه في هذه الأرض فعلاً.
المصدر: المركز المسيحي للاعلام.