
بيروت - د.امال شعيا - اسي مينا - الشاعر جوزف الغصين، هو ابن زحلة اللبنانيّة وتلميذ الشاعر الكبير سعيد عقل. تتلمذت على يده أجيالٌ، وفي رصيده عدد كبير من دواوين الشعر، وغيرها من المؤلَّفات والكتب المدرسيّة. يطلّ اليوم عبر «آسي مينا» في عيد الأب ليُشاركنا اختباره النوراني المكلَّل بنعمة المسيح ومحبّته.
يقول الغصين: «الله خالقي، ربّي وأبي، له المجد، يُرِيدُني أن أكون ابنًا له، وأبًا لعائلتي (4 أولاد)، لذا ألمس وجوده في ذرات روحي وجسدي. إنّه المحبّة والغفران، في كمالهما، ينبثقان منه، فتلْفحُنا أنوارهما». ويُضيفُ: «لا أخطو خطوةً إلّا وأحاول فيها أن يظلّ راضيًا عن سلوكي، أنا المُعرَّض دائمًا للوقوع في السقطات. رجائي أن أكون وأن أظلّ تحت جناح حمايته، لأبلغ عتبات ملكوته السماويّ، ولأتَّحِدَ به، له الملك والقدرة والمجد إلى الأبد».
يؤكّد الغصين إيمانه: «إنّ إلهي محبّة وعناية، لا يتخلّى عن خلائقه، بخاصّةٍ أنّه أرسل ابنه ليُصلب عنهم. فباتّكالي عليه، وعلى أمّنا مريم العذراء سلطانة السماء والأرض وخطِّيبها يوسف البتول، وسائر الملائكة والقديسين، أشعر بجرعة عزم». ويُضيفُ: «كما كثيرين، أقوى بشدائد وصعوبات جمّة، جراء مسيرة حافلة بالأعمال وشؤون العائلة والدراسة؛ أبرزها أنّني تزوجتُ باكرًا جدًّا، ومارستُ مهنة التعليم، وكنتُ أعمل في مؤسسات عدّة، وأتابع تحصيلي الجامعي، فلا أنهي نهاري إلّا على ما يُقارب عشرين ساعة عمل مُضْنٍ، فأُحرَم لذة النوم».
يتابع الغصين: «المحبّة هي أعظم القيم، وما يلحق بها من تواضع ونبل وتسامح وعطاءٍ بلا بدل وغيرها، وصولًا إلى الرفق بكلّ ما خلق الله حتى بالحجر. وممّا قلتُ في المطران جورج إسكندر: «لم تؤذِ بالًا، ولم تعْنف بخاطرةٍ، غاليتَ حتى أبحْتَ الرِّفقَ بالحَجَرِ». ويُضيفُ: «عائلتي الصغرى أوليتُها فائق اهتمامي، وأفنيتُ لها عمري وقلبي، كما عنيتُ بعائلتي الكبرى من بيئتي ومجتمعي وطلّابي ووطني متخطّيًا ذلك إلى حدود الإنسانيّة الكونيّة. ورجوتُ الله أن يعصمني من الزّلّات، كي لا أشوِّه صورته التي برأني على مثالها».
يواصل الغصين: «الشكر لربّي واجب في الأحوال كلّها، فهو من منحني نعمة الحياة، وهو إله الفرص، هزَّني مرّات كي أتوب عن آثامي، قبل فوات الأوان. وهو قلَّدني موهبة كتابة الشعر، ووهبني نعمة محبّة القريب والبعيد. وله الشكر أن حباني نِعَم الصبر واحتمال الآلام والمشقّات والمغفرة لكلّ من أساء إليَّ».
ويختم الغصين حديثه قائلًا: «هو، مَن بسيرته متجسّدًا ومصلوبًا وقائمًا من بين الأموات، أنالَني طريق الخلاص لأشاركه نعمة الخلود».