
الطيبة- نبض الحياة: أشارككم تأملات الصيف لهذا العام في وقت متأخر قليلاً عن وقت الإصدار المعتاد بسبب بعض الالتزامات المختلفة ولكنني سعيد للغاية لهذا التأخر لاشارككم مشاعر الفخر التي أضرمت قلوبنا وفرحتنا لتعيين غبطة البطريرك كردينالاً للكنيسة الكاثوليكية في القدس. وتشرفت بالانضمام إليه في زيارته الأولى بعد تعيينه ككاردينال الى مدينة ومخيم جنين للاجئين، وذلك من أجل تفقد الأضرار التي لحقت برعية اللاتين في جنين نتيجة للعدوان الإسرائيلي الأخير على المخيم وكذلك للتضامن مع إخواننا وأخواتنا.
![]()
وقد شدد غبطته في خطابه على أهمية التضامن والتعاضد والصلاة من أجل السلام والعدالة. عكست الزيارة وجه الكنيسة الحقيقي وعملها المرموق لأهالي وسكان جنين التي أصبحت رمز المقاومة للشعب الفلسطيني. كانت الزيارة حقاً مصدر إلهام، يحثنا على المضي قدماً لحمل الصليب وأن نكون مصدر تعزية وأمل لكثيرين.
وخارج نطاق مدينة جنين، لا يمكن للمرء أن يتجاهل التوجه اليميني لإسرائيل ونتيجة أفعالها على الميدان: المزيد من مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، المزيد من الهجمات العنيفة من قبل المستوطنين على مواطني الضفة الغربية. ولا ننسى الإجتياحات العسكرية والاعتقالات والقتل. إن حل الدولتين في نظر هؤلاء السياسيين قد لاقى حتفه ساعين إلى انهيار السلطة الفلسطينية. باختصار، منذ أقل من ستة شهور ونحن نعاني من الفوضى التي خلقتها الحكومة دون أملٍ في التحسين أو التغيير. الأوقات عصيبة بالفعل!
وفيما يتعلق بآخر أعمالنا، انتهى العام الدراسي في جميع مدارسنا الأربع وأربعين في الوقت المحدد في حزيران بإنجازات أكاديمية كبيرة بناءً على نتائج الامتحانات الحكومية الموحدة. نُفذِت العديد من المشاريع في المدارس لتلبية حاجات الطلاب بشكل أفضل، ومع ذلك، لا تزال الاحتياجات كثيرة. لدى مديري المدارس خطط كبيرة للتطوير والتوسيع حيثما أمكن. أما بالنسبة للأنشطة الرعوية، فمع زيادة التمويل لهذا العام، تنفذ العديد من الأنشطة للشباب والمخيمات الصيفية ومدارس الأحد التي يحضرها الآلاف من أبناء الرعايا. من الرائع رؤية أرقام قياسية تشارك في هذه الأنشطة التي تهدف إلى تنشئة شبابنا روحياً باستمرار.
![]()
أما بالنسبة للدعم الإنساني، فقد استنفذت أموال الدعم لهذا العام المزودة من قبل فرسان القبر المقدس والمخصصة لدعم مختلف المجالات الاجتماعية كدعم طلاب الجامعات، والحلات الطبية والأدوية. يتم النظر في الوقت الحالي في حالات الطوارئ أو الحالات التي تهدد الحياة فقط لحين تأمين مصادر دعم أخرى. يأتي هذا في أسوأ وقت ممكن حيث أن الاحتياجات كبيرة إلا أن مصدر الدعم محدود. يصعب علينا كمسؤولين رفض مساعدة المحتاج بسبب الدعم المحدود أو بسبب بعض القيود المفروضة علينا. ففي الوقت الذي يدفعك قلبك للدعم والتشجيع، نرى أن بعض المعيقات قد تحول دون تحقيقها. لنصلي من أجل أولئك الذين يعانون ولا يتوفر لهم الدعم اللازم في الوقت الحالي!
![]()
مجالان آخران لهما أهمية كبيرة نسلط الضوء عليهما. الأول هو تعيين الأب ماثيو كونتينهو نائباً جديداً للمهاجرين وطالبي اللجوء الذي يواصل تقديم الدعم اللازم لأكثر فئة مهمشة في إسرائيل. والأمر الثاني هو الالتزام المتجدد للنيابة البطريركية في قبرص، تم تسليط الضوء على احتياجات أبرشيتنا نظرًا لعدم وجود كنائس أو مرافق رعوية في بعض المواقع، ولكن الأهم من ذلك المسؤولية التي تقع على عاتقنا لتقديم الخدمات الرعوية لعشرات الآلاف الذين هم على الجانب التركي من الحدود والذين تركوا بلا رعاية روحية بسبب القيود السياسية المختلفة. كان من المقلق رؤية مباني الكنائس القديمة تستخدم بطرق غير مناسبة أو شرعية في فاماغوستا، بينما حاجة المؤمنين هناك لمكان يلجأون إليه للصلاة والقيام بأنشطتهم الرعوية المختلفة. لا يزال لدينا الكثير من العمل للقيام به في قبرص وسنواصل تناول جميع القضايا واحدة تلو الأخرى.
فيما نخرج من عملية إعادة الهيكلة الإدارية والمالية الطويلة والمملة، نحن فخورون بالإعلان عن البدء بوضع خطة استراتيجية شاملة للبطريركية اللاتينية في القدس. حان الوقت الآن لتقييم الماضي والتخطيط للمستقبل. ستستغرق هذه العملية بعضاً من الوقت وستكون صعبة في بعض الأحيان، ولكنه أمر ضروري سيساهم في تلبية احتياجات المؤمنين.
المصدر: البطريركية اللاتينية-القدس