
الفاتيكان – نبض الحياة - عشيّة انطلاق الكونكلاف - الاجتماع السري الذي يعقده الكرادلة - لانتخاب الحبر الأعظم الجديد، وجّه كرادلة الكنيسة الكاثوليكيّة، في بيان صادر عن الكرسي الرسولي، نداءً ملحًّا إلى جميع الأطراف المعنيّة بالنزاعات المسلّحة حول العالم، مناشدين التوصّل، بلا شروط مسبقة أو إبطاء، إلى وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار، والدخول في مفاوضات جادّة من أجل إحلال "سلام عادل ودائم"، كما جاء في البيان.
وقد عبّر الكرادلة، المجتمعون في جلستهم العامة الثانية عشرة، عن قلقهم العميق إزاء الأوضاع الراهنة، معبّرين "وبأسى بالغ" عن أسفهم لغياب أي تقدّم ملموس في مسارات السلام، سواء في أوكرانيا، أو في الشرق الأوسط، أو في مناطق أخرى من العالم، لا سيما في ظل تصاعد الهجمات التي تطال بشكل خاص السكان المدنيين العزّل.
وفي خضمّ مداولاتهم قبيل بدء الكونكلاف، تطرّق الكرادلة إلى مواضيع رعوية وكنسيّة ذات أهمية بالغة، منها اضطهاد المسيحيين، مسألة الهجرة بوصفها عطية للكنيسة، والمسيرة السينودسية كلغة تعبيرية عن لاهوت الشركة. كما شدّدوا على ضرورة انتخاب حبر أعظم جديد يكون راعيًا حقيقيًّا، وقادرًا على الانفتاح على الأديان والثقافات الأخرى لتعزيز الحوار وبناء الجسور.
وتخلّل الجلسة الصباحيّة تلاوة 26 من الكرادلة كلمات عن حبريّة البابا فرنسيس الراحل، مركّزين على الشركة في الكنيسة وضرورة أن يكون البابا الجديد وجهًا لكنيسة "على مثال السامري الصالح". وقد أُعيد التأكيد على مسؤوليتهم الكبرى في اختيار خليفة جديد للبابا، ودعمه في قيادة الكنيسة نحو مرحلة جديدة من الشهادة والخدمة.
وكان قد أُعلن صباح اليوم إلغاء خاتم الصيّاد والختم الرصاصي للبابا فرنسيس، ضمن البروتوكول المعتمد بعد وفاة الأب الأقدس، بإشراف أمين الخزانة البابويّ، فيما بدأ الكرادلة بالتوجّه إلى دارَي القديسة مرتا، القديمة والجديدة، حيث سيقيمون في عزلة تامّة عن العالم الخارجي طوال فترة الكونكلاف.
وفي خطوة تهدف إلى ضمان سريّة الانتخابات البابويّة، أعلنت حاكميّة الفاتيكان عن توقّف جميع إشارات البثّ الخلوي والراديو بدءًا من الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم غد، على أن يُعاد تفعيلها بعد الإعلان الرسمي عن انتخاب الحبر الأعظم الجديد.