تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

سهيل أبو داود من غزة: الحرب دعوة للاهتمام ببعضنا البعض أكثر

غزة

غزة- نبض الحياة: سهيل أبو داود، شاب كاثوليكي يبلغ من العمر 18 عامًا، يقيم حاليًا في رعيّة العائلة المقدسة في غزة، يعبّر عن اعتقاده بأن الحرب توفر للناس فرصة ليحبوا بعضهم بعضًا أكثر ويغيّروا مواقفهم.

لجأ ما يزيد عن 700 شخص للاحتماء في رعيّة العائلة المقدّسة للاتين في شمال غزة، بعد اندلاع الحرب في 7 تشرين الأوّل. ويتّحد المسيحيون منهم في الصلاة، حيث يتم الاحتفال بالقداس مرتين يوميًّا، ويصلون السبحة الوردية طلبًا للسلام والحماية.

ومع ذلك، فهم يعانون أيضًا من المشقة بسبب انخفاض إمدادات المياه والغذاء، كما أن الصعوبات العملية المتمثلة في العيش والنوم في الكنيسة لأكثر من ثلاثة أسابيع تؤثّر على معنوياتهم. أصبح أحد الشباب من بين هؤلاء، سهيل أبو داود، صوتًا للبصيرة والأمل للعالم الخارجي، حيث يواصل بعث رسائل مختصرة تكشف عن رغبته في التشبث بالمسيح وسط عدم اليقين والتجارب.

وفي رسالته الأخيرة التي كتبها يوم الاثنين 30 تشرين الأوّل، أقرّ سهيل بأنّه عانى من "يوم صعب آخر من الحرب هنا في غزة". وفي الوقت نفسه، انتهز الفرصة ليقدّم بعض "الأفكار الروحيّة البسيطة" التي تتجنب سياسة الحرب.

وقال: "أعتقد بقوة أن هذه الحرب هي رسالة للإنسانيّة جمعاء، لنا، وللجميع.. لكنني أعتقد أيضًا أن هناك رسالة من الله لمجتمعنا المسيحي في غزة". يقول المثل القديم: "كل سحابة لها جانب مضيء". ويعبّر عن شعوره بأنّ الحرب تقدّم "درسًا قاسيًا في الحياة".

ويضيف: "ربما، بعد الحرب، نحن جميعًا مدعوون إلى أن نحب أكثر، ونساعد بعضنا بعضًا أكثر، مثل عائلة واحدة، تمامًا كما ساعد يسوع الآخرين وخدمهم.. علينا أن نضحّي كما ضحى يسوع بنفسه من أجلنا. ويشير إلى أنّ المواقف والسلوكيات ستحتاج إلى أن تتغيّر بعد هذا الوقت العصيب. ويقول: "سنعيش أسلوب حياة مختلف.. سوف نساعد بعضنا البعض، بقلبٍ كبير وفريد من نوعه، وسنخدم الناس كما شفى يسوع الناس من الكثير من الأمراض، بروحه الكبيرة والجميلة".

واختتم الشاب الكاثوليكي رسالته بالتذكير بالدرس الذي تعلمه بالفعل بعد أن دمّرت غارة جوية إسرائيليّة بيته "موطنه الأرضي" في غزة يوم الأربعاء 25 تشرين الأول: "إنني أعتبر يسوع هو بيتي الحقيقي.. إنّ يسوع هو موطن السلام والمحبة في هذا العالم الوحشي". وبالنظر إلى المستقبل، استذكر الشاب سهيل أبو داود مقولة للقديس توماس مور: "ليس في الأرض حزن لا تستطيع السماء أن تشفيه".