
فتقا - مارغريتا كلاسي - اسي مينا - من قرية فتقا اللبنانية في قضاء كسروان، أراد شابّان مارونيان أن يعكسا ألوان الإيمان المسيحي الشرقي في العالم الافتراضي. فحقّقا مشاهدات مرتفعة في فترة قصيرة.
كشف الشابان عن اختبارات عمّقت إيمانهما فأعلناه على الإنترنت. فقبل ثلاثة أشهر، افتتح الشقيقان التوأمان شربل وجيوفاني لطيف (19 عامًا)، صفحتهما على إنستغرام باسم "مسيحيو الشرق"، باللغة الإنجليزيّة. وسرعان ما حصد الحساب الإلكتروني عددًا كبيرًا من المتابعين، فوصل إلى نحو 46 ألف متابع.
تقاليد مسيحيّة استثنائيّة
أبصرت مبادرة الشقيقَين النور مصادفةً يوم كانا يحتفلان بعيد مار يعقوب شفيع كنيسة أثرية في فتقا. وفي ساحة الكنيسة، التفت شربل خلفه ليجد أباه والأصدقاء يتعاونون في طهو «الهريسة»، طبق تراثي يُوَزَّع على المؤمنين في القرى بمناسبة أعياد القديسين. ثمّ طرف بصره يمينًا، فرأى عائلة الأخويات تعِدُّ حلوى للبيع. وإلى يساره، اجتمع أصدقاؤه وهم يرنّمون ويهلّلون. أمّا أمامه، فكانت الكنيسة تعجّ بالزوار.
فاتح شربل أخاه بما أبصره، قائلًا: «يستحيل أن نصادف مثل هذه التقاليد في أي مكانٍ آخر في العالم. فما رأيك بأن نشارك حياة مسيحيي الشرق على الإنترنت؟». وهكذا بدأ الشقيقان يجسّدان فكرتهما من خلال شرائط مصوّرة باللغة الإنجليزية.
اكتشاف الله عبر الزراعة
ترعرع الشقيقان في عائلة مسيحية لم تُجبِرهما على الإيمان. بل علّم الوالدان طفليهما محبة كنيسة المسيح، فأصبح لكلّ منهما قصته الفريدة معها. وفي خلال جائحة كوفيد-19، والإغلاق العام، اعتادت العائلة الزراعة. فتعلّق شربل بالأرض، وتأمّل في مسار البذور التي «توضع تحت التربة وتصبح نباتًا عظيمًا».
وفي هذا الإطار، أوضح شربل: «على الرغم من عدم قدرتنا على المشاركة في صلاة الجماعة بسبب الجائحة، لم تتوقّف رعايانا عن قرع الأجراس وبثّ الترانيم. فاستطعت أن أرى الله مُعطي الحياة عبر نمو الزرع».
زهور الإيمان
أمّا جيوفاني، فاتخذت قصّته منحى آخر. إذ اهتمّ بالثقافة والتاريخ قبل الجائحة، حتّى إنّه تعرّف إلى ديانات كثيرة في بحثه عن الحقيقة. وفي العام 2019، اجتمع مع المؤمنين لصلاة تساعية القديسة تريزا الطفل يسوع «زهرة الإيمان». فطلب من يسوع إعطاءه «زهرة إيمان»، كونه الطريق والحق والحياة.
وعن هذا الاختبار، قال جيوفاني: «كنت ذاهبًا إلى الكنيسة لأعطي أخي سترة وكان الظلام حالكًا. وفي طريق عودتي، تساءلت كيف يستطيع أخي أن يؤمن ويلتزم بالكنيسة. وعند وصولي إلى البيت رأيت زهورًا عالقةً في ثيابي. وتكرّر هذا المشهد لاحقًا عندما شعرت ببُعدٍ عن الكنيسة».
إلى أبناء جيلهما
توجّه الشقيقان برسالة إلى أترابهما، فقالا: «لا تنجرفوا بصيحات العصر مثل الإلحاد أو ما شابه. ولا تظنّوا أنّ ميول العصر تقودكم إلى الحريّة. افتخروا بديانتكم ولا تخجلوا منها أبدًا».