تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

روفيكامب للمسيحيين الفلسطينيين: أبقوا أقوياء ودعمنا لكم التزام أخلاقي

عضو البرلمان في الاتحاد الألماني من الطيبة
روفيكامب للمسيحيين الفلسطينيين: أبقوا أقوياء ودعمنا لكم التزام أخلاقي

الطيبة - سند ساحلية /نبض الحياة - وجه النائب توماس روفيكامب، عن الحزب الديمقراطي المسيحي (CDU)  ورئيس لجنة الدفاع في البرلمان الاتحادي الألماني (البوندستاغ)، رسالة عبر منصة وإذاعة "نبض الحياة" إلى المسيحيين الفلسطينيين قال فيها: "أبقوا أقوياء. أنتم جزء من مجتمع كبير، ولديكم دعمنا الكامل. سنبذل كل ما في وسعنا لمساعدتكم على العيش بسلام. هذا واجبنا الأخلاقي، وسنقف إلى جانبكم قدر الإمكان".

جاء ذلك خلال زيارة تضامنية أجراها النائب روفيكامب، أمس الأربعاء، إلى بلدة الطيبة شرق رام الله، برفقة وفد ضم مالتِه إنغلمان، مدير مكتبه، وماريكه بويتلر، رئيسة أمانة لجنة الدفاع في البرلمان الاتحادي الألماني، وعددًا من موظفي مكتب ممثلية جمهورية ألمانيا الاتحادية في رام الله.

وشملت الزيارة مقر بلدية الطيبة وكنيسة مار جريس (الخضر) الأثرية، حيث قام بزراعة شجرة زيتون في محيط الكنيسة الذي سبق أن تعرّض للحرق على يد المستوطنين، واختُتمت الزيارة في كنيسة ودير اللاتين.

 
روفيكامب للمسيحيين الفلسطينيين: أبقوا أقوياء ودعمنا لكم التزام أخلاقي

النائب روفيكامب: حرية الدين واجب
وأشار روفيكامب إلى أن الرسالة الأساسية من هذه الزيارة هي أنّه "لا ينبغي لأحد أن يتعرض للتهديد بسبب دينه، وأن علينا الدفاع عن جميع الناس الذين يؤمنون بالله، بغض النظر عن الطريقة التي يمارسون بها شعائر إيمانهم".

وتابع قائلاً: "نعم، أعتقد أنّه يجب علينا الحديث أكثر عن الأقليات وكيفية حمايتها من التعرض للهجمات، خصوصًا الأقليات المسيحية في جميع أنحاء العالم. وفي العالم العربي على وجه الخصوص، هذا ليس خيارًا، بل هو واجب. فهو ليس واجبًا على المؤمنين فقط، بل على كل مجتمع يلتزم بالإنسانية".

كما وجه روفيكامب دعوة إلى مواطني ألمانيا لزيارة الطيبة، مضيفًا: "ندعو الجميع لزيارة الطيبة والشعور بروح المجتمع والتضامن، وفهم أن كونك مسيحيًا ليس مجرد مسألة إيمان، بل يتعلق أيضًا بالتضامن وتعلم كيفية العيش معًا. هنا في الطيبة، يمكنكم أن تروا مدى صعوبة العيش كأقلية دينية، وأهمية الدفاع عن حرية الدين".

الأب بشار فواضله

الأب فواضله: صمود وإيمان وعدالة
من جانبه قال الأب بشار فواضله، كاهن رعية المسيح الفادي للاتين في الطيبة: "تتعرض بلدتنا لهجمات مستمرة من المستوطنين، ما يفرض تحديات كبيرة على حياتنا اليومية. نحن نسعى إلى حماية كرامة الإنسان وقدسية أماكن العبادة وحق أهل الأرض في العيش بسلام. صمودنا ليس دفاعًا عن الطيبة وحدها، بل عن الحق والعدالة الدائمة، مستمرون في السعي لتحقيقها بإيمان وصبر، معتمدين على وعد الله بالعدل والحق".

وأكد أن "هذا الصمود ينبع من إيماننا المسيحي"، الذي يدعونا إلى حماية الضعفاء والدفاع عن العدالة والمحبة، مستذكرين تعليم المسيح بحمل الصليب مع الرجاء في خلاص الإنسان وكرامته.

وأشار الأب فواضله إلى أنّ الواقع الأمني والاقتصادي في الطيبة، كما هو الحال في باقي القرى المجاورة وفي الضفة الغربية بشكل عام، يفرض ضغوطًا وتحديات كبيرة على المواطنين، غير أنّ الرعية والبطريركية اللاتينية في القدس تواصلان جهودهما لدعم السكان وتعزيز صمودهم عبر مبادرات تنموية واجتماعية متنوعة.

وأوضح أنّ هذه الجهود تشمل خلق فرص عمل وإنشاء مشاريع صغيرة لتوفير مصادر دخل مستدامة، إضافةً إلى مشروع الإسكان الذي يهدف إلى تمكين العائلات الشابة من البقاء في أرضها. كما أشار إلى التعاون القائم مع البعثات الدبلوماسية والمؤسسات الدولية من أجل حماية السكان وضمان أمنهم، مؤكدًا أنّ الهدف هو الحفاظ على الوجود المسيحي الأصيل في فلسطين، أرض الإيمان ومهد المسيحية.

وبيّن الأب فواضله أنّ الكنيسة تنفذ برامج رعوية وتربوية واجتماعية موجّهة للأطفال والشباب والعائلات، تهدف من خلالها إلى ترسيخ القيم المسيحية وتعزيز روح التضامن والانتماء للبلدة والوطن، إلى جانب دعم التعليم وتنمية المهارات المهنية والفنية للشباب، ومساندة العائلات المحتاجة بطرق تحافظ على كرامة الإنسان وتعزز استقرار المجتمع المحلي.

روفيكامب للمسيحيين الفلسطينيين: أبقوا أقوياء ودعمنا لكم التزام أخلاقي

رئيس بلدية الطيبة: تحديات مستمرة
أطلع رئيس بلدية الطيبة، سليمان خورية، الوفد الضيف على الأوضاع الأمنية في البلدة، التي تتفاقم عامًا بعد عام، لا سيما خلال موسم قطف الزيتون، الذي يشكّل مصدر رزق رئيسيًا للأهالي.

وأوضح أنّ اعتداءات المستوطنين المتكررة خلال السنوات الثلاث الماضية حالت دون قدرة العديد من المزارعين على الوصول إلى أراضيهم للعناية بالأشجار أو جني المحصول، ما تسبب بخسائر اقتصادية كبيرة وأثار حالة من القلق بين السكان.

وختم خورية مؤكّدًا أنّ هذه الاعتداءات لا تقتصر على المزارعين فحسب، بل تشمل أيضًا الممتلكات والمنازل والطرق المؤدية إلى الحقول، في ظل غياب حماية فعلية من قبل السلطات الإسرائيلية.

كنيسة المسيح الفادي للاتين في الطيبة